مصطفى النعمان

مصطفى النعمان

تابعنى على

المجتمع الدولي وتحويل قضية اليمن إلى قضية إنسانية فقط!!

Monday 02 March 2020 الساعة 09:19 am

‏اليمن تنزلق بسرعة مذهلة لأن تصبح قضية إنسانية فقط، وسينقسم اليمنيون بين متسولين ومسئولين متخمين في الداخل والخارج.


سنصبح شعباً لا يتذكره العالم إلا عبر أعداد القتلى والمرضى والمتسولين.


وصار مكرراً الحديث عن فساد منظومة الشرعية الرخوة..


لم يعد هناك حياء ولا خجل لدى كائنات هذا الجسد الفاسد، ولم يعد يزعجهم الإشارة إلى فسادهم وسرقتهم للمال العام، وإنشاء شركات خاصة لنهب المناقصات تحت سطوة الترهيب والترغيب.


حتى الوظيفة العامة صارت عندها مجالا للبيع والشراء بحسب الموقع والمدة، وانضم ممثلو الشعب الافتراضيون إلى المسار للحصول على موقع هنا أو سفارة هناك للأبناء النجباء.


القول بأن سلطة صنعاء تمارس تصرفات مماثلة ليس حجة لأن هذا الكائن (الشرعية) يفترض التزامه بالقوانين واللوائح وليس فقط بالمرجعيات التي أزعجنا بتكرارها لأنها تمنحه حق الإقامة المجانية المترفة خارج الوطن.. فعلا مقرفون.


بينما مجلس النواب منشغل بالترفيه عن أعضائه في رحلات تستنزف المال العام يتماهى في صمته المهين مع الشرعية الرخوة التي تعجز عن الدفاع عن الممارسات الحقيرة ضد أبناء اليمن الشماليين ولأبناء تعز تحديداً..


هو ليس فقط استهتار بقيم المواطنة والإنسانية ولكن احتقار لكل من يدافع عن الشرعية التي تزعم السيطرة على 85٪؜.


و‏مثير للسخرية ذلك الحشد من مدفوعي الأجر الذين يذهبون في رحلات ومنتديات مهمتهم الوحيدة فيها هي:


الدفاع عن استمرار الحرب، أو مقاومة العدوان؛ تبرير الانقلاب وقمع الحريات وانتهاك الحقوق الخاصة والعامة، أو حجب المرتبات وإغلاق المطارات واستمرار الحصار.


طرفان يدفع المواطن أثماناً باهظة لآثامهما!


من يصنع الآخر؟


كثيرون يشعرون بنشوة المنصب لتعويض ما يعانونه من نقص ثقافي وغياب إرث وعجز أخلاقي يساعدهم على التوازن.


يتبين الفارق سريعا حين يتشبثون بالمنصب وينبهرون بموكبه لأنه يمنحهم حضورا لا يستحقونه وظهورًا لا يمتلكون عوامل استمراريته، وفي نفس الوقت يفقدون توازنهم الإنساني.


هذا الضعف يمكن الحاكم من السيطرة عليهم وخصوصا اذا كان هو نفسه قادما من المجهول وغير متوازن نفسيا.


*  * *


مذهلة قدرة كثير من الكائنات على الإشادة بأي قرار وتبرير حكمته وتوقيته.. ثم نفسها هذه الكائنات تبدي استعدادا اخلاقيا ونفسيا لتبرير نقيضه بدون حياء ولا خجل!


في الحالين يجمعون في مفرداتهم على عبقرية الحاكم وحنكته وبعد نظره وقدرته على حسن الاختيار.


* من صفحة الكاتب على الفيسبوك