أحمد طه المعبقي
لا أرغب بالإصلاح حليفاً سياسياً؟!
ملف أيوب الصالحي وأكرم حميد، أوجد حاجزا إسمنتيا بينا وبين الإصلاح. لهذا لا أرغب بأن يكون الإصلاح حليفا سياسيا لحزبنا الإشتراكي.. ومتى امتلك الإصلاح الشجاعة الكافية واعترف بخطيئته وعمل على إصلاحها سيكون لكل حدث حديث.. ليس هذا موقفي فحسب، بل موقف كل اشتراكي يحمل روحا رفاقية تجاه رفاقه القابعين في دهاليز السجون السرية، لا يرون نور الشمس، ولا يستنشقون هواءً نقياً..
عموماً.. الاشتراكيون بطبيعتهم لا يقبلون بتقييد حرية أي مواطن يمني أو التحالف مع من يقيد حرية المواطنين ويمتهن كرامة الإنسان.. فكيف يريدونا بأن نكون حلفاء مع سجان وخاطف رفاقنا؟
قبل عامين تقريبا التقيت برئيس حزب الإصلاح بتعز في مبنى المحافظة المؤقت وبحضور شقيق أيوب الصالحي ومستشار المحافظ علي المعمري، ودار حديث بيننا حول اختطاف أيوب وتغييبه في دهاليز السجون السرية، وكان خطاب رئيس الإصلاح معنا مستفزا، ولم نلمس منه أي روح تعاون، هذا ما جعلني أحمله وأحمل حزبه المسؤولية الكاملة بإدارة السجون السرية بمدينة تعز، باعتباره سلطة الأمر الواقع. كان رده لي، بأن هذه السجون ليست سجوننا وحدنا معنا شركاء.. لكنه لم يفصح من هم شركاؤه في إدارة السجون، ربما كان يقصد الأحزاب المنضوية في التحالف السياسي بتعز. يومها أدركت بأن الأحزاب بتعز مجرد مطية تمرر انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية - وبهذا يتساوى أحزاب تعز مع مليشيا الحوثي بإنشاء سجون خارجة عن القانون وامتهان الكرامة الإنسانية.
نعود إلى موضوع التحالفات السياسية -قبل أسبوع تقريباً أعلنت الأحزاب السياسية بتعز تشكيل تحالف جديد باسم التحالف الوطني للأحزاب السياسية، ويعد هذا التحالف بمثابة تجديد للبيعة والرجوع إلى بيت الطاعة- هكذا يفهم المتابع للتحالف السابق الذي كان قائما بين الأحزاب السياسية بتعز. والذي انفك قبل عدة أشهر. وسرعان ما عاد بمسمى جديد.. مع العلم، قوبل التحالف الجديد المسمى بالتحالف الوطني للأحزاب السياسية بالرفض من جميع الأحزاب في عموم محافظات الجمهورية اليمنية باستثناء تعز التي قبلت هذا التحالف ليكون غطاء سياسيا لانتهاكات أحد الأحزاب وشرعنة لسلطة الأمر الواقع التي أخلت بمبدأ التوافق في إدارة هذه لمرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد.
من المؤكد بأن هذا التحالف مصيره الفشل كسابقيه؛ لأن التحالفات السياسية تتطلب إبداء حسن النوايا وتعزيز مبدأ الثقة بين الأطراف المتحالفة، وهذا الشرط لم يتوافر.. على سبيل المثال: لا يزال ملف المخفيين لم يحرك ساكنا ولا يزال أيوب الصالحي وأكرم حميد وبقية المخفيين المدنيين يقبعون في سجون سرية، وهذا يجعلنا نؤكد بأن إصلاح تعز غير جاد، لانه لم يحسن نيته حتى الآن.
لذا يحتم على الأحزاب الوطنية أن لا تمد يدها لسجان ومنتهكي حقوق الإنسان. كما يحتم على الأحزاب أيضا أن تنتفض ضد السجون الخارجة عن القانون التي تبعد بعض الأمتار من مقراتها، وإطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسرا والانتصار للمواطنين، الذين تنهب بيوتهم من قبل الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز. فالبندقية التي لا تجسد سلوك الدولة تصبح خطرها أكثر من خطورة العدو نفسه.. فالجيش الوطني ليس بيادة عسكرية، وليس قرارات رئاسية... الجيش الوطني قيم وأخلاق وانضباط عسكري يجسد نظام الدولة وقوانينها النافذة ويحمي مكتساب وطن من الغزو الداخلي والخارجي معاً.