أحمد طه المعبقي
حلف فضول من أجل المختطفين والمخفيين
الحراك الجماهيري في المقاطرة لمناصرة المختطفين والمخفيين قسراً، حراك نوعي يعيد للإنسان اليمني إنسانيته. الذي فقدها أثناء الحرب.. كلنا ندرك بشاعة الحرب، وكيف لعب تجار الحروب عبدة الدرهم والدولار من بث ثقافة الكراهية وسط المجتمع اليمني وتعميق الانقسام واعادة الموروث الاجتماعي بكل سلبياته، الذي سبق وأن تجاوزه اليمنيون منذ قرون مضت.
هناك من يحاول اعادة عجلة التاريخ إلى عهد الامامة (ولاية البطنين)، وهناك من يحاول اعادة عجلة التاريخ إلى عهد الاتراك ويمجد الغزاة باعتبارهم أمتدادا لخلافة (رسول الله والشيخين).
هكذا استطاع كل منهما (عشاق الإمامة وعشاق الخلافة) بث سمومهما الطائفية والمناطقية وإحداث شرخ مجتمعي كبير ليتسنى لهما حرف وعي المواطن اليمني عن قضاياه الحقيقية وهو قيام دولة المواطنة التى تحترم الانسان وتصون كرامته وحريته.
نستطيع القول بان الحراك الجماهيري لأبناء المقاطرة لنصرة المظلومين الذين يقبعون خلف القضبان، يشبه حلف الفضول. هذا الحلف الذي قوبل بإشادة من قبل نبي البشرية محمد (ص) وتمنى لو كان عاصره ليكون أحد المشاركين فيه.. نظرا لأهميته في إحياء الفطرة الإنسانية التي فطر الله بها خلقه، وجاءت الرسالة المحمدية لتعزيز هذه الفطرة وإحيائها، وإشاعة الحب بين البشر، باعتبار الشرائع السماوية جاءت من أجل الإنسان ولخدمته، وتحريره من الظلم الجائر الواقع عليه من قبل اللاهوت البشري.
ظل تحرير الإنسان من عبودية أخيه الانسان هي غاية الاديان وهي عنوان لكل الثورات البشرية التي قامت منذ خليقة الإنسان على هذه الأرض، باعتبار الحرية أصل الإنسانية ومن فقد حريته فقد إنسانيته.
ومن وجهة نظري بأن الدافع الإنساني الذي حرك مشاعر أبناء المقاطرة لمناصرة المختطفين والمخفيين والمعتقلين تعسفا هي نفس المشاعر التي تحرك كل إنسان يؤمن بقيمة الكرامة الإنسانية على هذه الأرض من المحيط إلى المحيط، باعتبار الطبيعة الإنسانية السوية قاسما مشتركا عند كل الشعوب من مختلف الأعراق والأديان، وأساسها الحب وباعتبار الحب الإنساني بين البشر هو أساس الإيمان، فلا إيمان بدون حب وكما قال المصطفى (لن تؤمنوا حتى تحابوا).. وقوله أيضا (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب للنفسه).
عموما.. ما يحصل اليوم من حراك في المقاطرة، بمثابة الشرارة الأولى لإسقاط سلطات السجان المتعددة في محافظات يمنية عدة.