كان عيدروس الزبيدي يجند مجاميع صغيرة في الضالع لقتال مليشيات الحوثي حين كانت مأرب يصل إليها مئات الجنود المنضمين للشرعية.
كان الزميل بسام القاضي يرسل لي صوراً وتغطيات لكفاح الزبيدي المسلح من جبال الضالع ومجاميعه التي يدربها لنشرها في الصحيفة التي أعمل لها كجزء من مقاومة اليمنيين للحوثي.. يقاتل ويبني جيشاً.
الأهم أن الزبيدي كان يجهز جيشاً ويدربهم تدريباً عسكرياً.. مع كل قوة الحوثي واللواء 33 حينها وقفت هذه المجاميع بصلابة وقاتلت ومعها كان الزبيدي في الميدان حاضراً.
وبعيداً عن هل نتفق مع مشروع الزبيدي أو نختلف.. لكن علينا أن نعترف بأن الزبيدي خرج من الميدان مقاتلاً وقائداً عسكرياً، وحين وصل الدعم الإماراتي استفاد من هذا الدعم لخدمة مشروعه الذي يراه وطنياً، بينما سرق قادتنا في الشمال الدعم وجوعوا جنودهم.. وأسسوا جيشاً 70 % منه في البيوت، كما قال وزير الدفاع.
القضايا الكبيرة تحتاج رجالاً وقادة يبدأون من الميدان ويقاتلون ويصلون إلى الزعامة كمقاتلين.
قد أكون غداً ضمن المعسكر الذي يقاتل الزبيدي، فأنا من الشمال.. لكن حتى حين نقف كأعداء للزبيدي سيكون احترامه واجباً علينا كقائد شجاع وصاحب قضية.
وقفت الرياض كثيراً مع معسكر هادي ضد الزبيدي والجنوب حين أقال هادي الزبيدي والخبجي وابن بريك، لكن هل رأيتم عيدروس يوجه أصحابه وأتباعه بمهاجمة السعودية كما يفعل أنصار هادي اليوم لأن الرياض لم تدخل عدن معهم بقوة عسكرية؟ هل تابعتم نشطاء الجنوب يهاجمون السعودية؟
لقد كسب الزبيدي الإمارات وبعدها السعودية، وفتحت معه خطوط تواصل مع دول كبيرة وعواصم ذات تأثير، لأنه مناضل خرج من جبال الضالع، أغبر، أشعث، واجه بصلابة جيش الحوثي وصالح وانتصر.
كما صبر كثيراً على استفزازات حاولت أن تحوله إلى متمرد في نظر الرياض.. لكنه حين دعت الرياض للحوار ذهب بنفسه بعد أن رفضت الشرعية الحوار.. وحين جاءت الدعوة الثانية كان حاضراً ومستعداً كسياسي وزعيم وفي الميدان له رجال.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك