مصطفى النعمان

مصطفى النعمان

تابعنى على

تعز.. سيطرة الإصلاح وصراع بسط النفوذ

Thursday 10 October 2019 الساعة 09:32 pm

لم يكن ريف تعز يوماً ساحة صراع وبسط نفوذ.. تعايش فيه الناس عقودًا طويلة بروح عصرية مدنية بعيدة عن العصبية، وتم عن سبق إصرار وتعمد وضعه في قلب الحروب ودمائها ودمارها.

امتدت آثار الحرب من حدود مدينته الجميلة إلى أطرافها، وتم الإمعان في تدمير كل أثر للسكينة والمدنية فيها، ثم تم بإصرار من كل الأطراف المسلحة نقل نزيف الدم إلى ريفها المسالم، وتم التأكد من تسليحه ليصبح ساحة قتال مفتوحة تحت شعار "استعادة الدولة" بعد إخراج الحوثيين منها.

واليوم يدور صراع مسلح للسيطرة على الريف تحسباً لانتهاء الحرب الكبرى كي تكون ورقة مساومة في طاولة المحاصصة المقبلة وتصبح تعز كلها من غنائم الحرب.

لقد تم إخراج الحوثيين من المدينة لكن المسلحين حولوها إلى مربعات تسيطر عليها عصابات ولصوص وقطاع طرق، ومغتصبو الأطفال، وجرى ذلك بمباركة وتغاضٍ من السلطات الرسمية التي صارت حكراً على حزب الإصلاح حتى وإن أنكر ذلك!

ناديت كثيراً قيادات الإصلاح في تعز أن تنتمي إليها، وأن تنأى بالمحافظة عن صراعات كبرى ليس لتعز ناقة فيها ولا جمل، وأن تكون مواقفها داعمة لاستعادة الهدوء والسكينة والاستقرار، لكنهم وقعوا في فخ التنظيم الأكبر واتباع أوامر القيادات العليا وعدم مخالفتها.

حزب الإصلاح في تعز هو القوة المسلحة الأكبر في تعز وهو الأقدر على وقف هذا العبث المدمر، وأن يقتنع بأن المحافظة هي للجميع دون استثناء وبلا محاصصة بقوة السلاح، وعلى قياداته التعزية أن تبحث في القصور الذي حولهم إلى خصم لأغلب أبنائها وأن يدركوا أنهم لن يتمكنوا من السيطرة على تعز منفردين مهما بذلوا ومهما حاولوا أن يمارسوا دور الأخ الأكبر.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك