يريدون من الجنوب كل شيء، وكأنهم خرجوا لتوهم من حرب 94 ظافرين به بعد أن هزموا الجنوب، الأرض والإنسان، وانتصروا لأنفسهم، وبدأت تمد أيادهم لتقسيم الغنيمة.
من يخبر الإخوان المسلمين والجنرال علي محسن أن انتصار حرب 94م قد اندثر، وأن الجنوب الذي يعشعش في مخيلتهم، كمنطقة نفوذ واستخواذ وسيطرة، قد استيقظ من هزيمته الماضوية وصنع انتصارات حقيقية جعلته يقود مشروعه الذاتي ويصنع مكانته الفعلية سياسياً وعسكرياً.
لا يزالون يحلمون بالجنوب وهم الذين خذلوه في كل وقت كان فيه أحوج إلى مد يد العون وانتشاله من جائحة الحوثي الإرهابي وتنظيم القاعده، لكنهم تركوه وجعلوا منه ممر عبور إلى فنادق الرياض، وانتطروا من هناك متى تلتهم التنظيمات الإرهابية الجنوب وأبناءه ليبدأ التصفيق من شرفة الفندق.
خذلهم الجنوب واستيقظ كالوحش الكاسر يضرب بيد من حديد ويصنع مستقبلاً جديداً وجنوباً لا تديره أيادي العبث الإخوانية.
الشمال منطقة منكوبة يحكمه الكهنوت بالبطش والموت والمجاعة، ومأرب منطقة تنفست هواء اليمن وسيطر الإخوان عليها وأصبحت مركزاً إخوانياً احتضنتهم من كل المناطق.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تعود قيادات الإخوان من فنادق الرياض إلى مأرب وقيادة معركة التحرير ضد الحوثي، وإذا لم تعجبهم الحرب والعودة إلى صنعاء يبقون في مأرب كأرض يمنية مثلهم مثل قواعدهم؟؟
لماذا يريدون السيطرة على الجنوب مرة أخرى، هل يريدون تحرير الشمال من الجنوب بقواتهم؟؟ هذا منطق سخيف، فلتتحرك قواتهم في مأرب ونهم إذا كانوا فعلاً يريدون عودة الشرعية التي يتدثرون بها كذباً وخداعاً.
دعونا نحسن الظن بخطط الجنرال العجوز وجماعة الإخوان ونواياهم التي تقول إن الجنوب خارج سلطة الشرعية وأن إسقاط الحوثي لابد أن تكون قوات الإخوان هي من تدير الجنوب لأنها تحب أن تتنفس هواء البحر، لكن أي شرعية يتحدثون عنها وهم ينخرونها في سبيلهم ولم يجد الناس منها شيئاً لامس أوجاعهم وآمالهم طيلة فترة الحرب، لم يسجل التاريخ في أي بلد من بلدان العالم أن شرعية تركت الدولة والشعب فريسة للإرهاب وتنتظر من الفنادق النهاية لتخرج تبحث عن الغنائم والنفوذ، فقط حالة واحدة يسجلها التاريخ اليوم هي الشرعية اليمنية التي يسيطير عليها الإخوان المسلمون ممثلة بحزب الإصلاح.
أما إذا كان الإخوان يريدون أن يتنفسوا هواء البحر لترتفع معنوياتهم لقتال الحوثي فلماذا لم يحرروا الحديدة قبل أن تتشكل قوات حراس الجمهورية التي حررت الساحل الغربي؟ ولماذا انصبت كل جهودهم السياسية لوقف معركة تحرير الحديدة التي وصلت إلى وسط المدينة قوات المقاومة الوطنية والقوات المشتركة؟!
يتحرك الإخوان المسلمون بدوافع الهيمنة والسيطرة والغنيمة المجانية، يتركون غيرهم من الأطراف تقاتل وتدافع عن الجمهورية والوطن وتقدم الدماء في سبيل الناس والدولة ليأتوا في نهاية المطاف لأخذ الغنائم وتوزيعها عليهم بحجة ومنطق الشرعية التي لابد أن يكون كل شيء تحت سيطرتها، وهذا المنطق لم يعد مقبولاً ولم يعد صائباً، لأنه محاولة لخداع الناس وتزييف الواقع والحقائق ولأن الشرعية هي رداء يتدثر بها الإخوان المسلمون فلا شرعية حقيقية ينادون بها.
الحوثيون مغرمون بالجنوب والإخوان قلوبهم معلقة به، وهنا يشترك الطرفان عليه وإخضاعه مرة أخرى لهيمنة ونفوذ قوى شمالية، يتحرك الحوثي من الضالع ويتحرك الإخوان في شبوة وعتق والمهرة وكأن بنادق الجماعتين قد اتفقت بالتصويب نحو الجنوب.
أصبح الجميع مقتنعاً أن الإخوان يتعاملون سراً مع الحوثيين وتفضحهم القواسم المشتركة والأهداف الواحدة، وأن لا عود لصنعاء واستقرار اليمن والإخوان المسلمون هم من يتحكمون بقرار الشرعية اليمنية، وذلك لفشلهم الذريع وخيانتهم لتضحيات الشعب في سبيل إنهاء التمرد والانقلاب الحوثي.
المقاومة الجنوبية حررت الجنوب قفز الإخوان يريدون الجنوب.. المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية حرروا الساحل الغربي وكادوا أن يحرروا كامل مدينة الحديدة فقفز الإخوان وأوقفوا المعركة، يريدون الحديدة وميناءها ما لم يفضلون بقاءها تحت سيطرة ميليشيات الحوثي.
المقاومة الجنوبية تقاوم الإرهاب الحوثي في مناطق شمالية، فماذا قدم الإخوان كي يسيطروا على الجنوب؟
ما كل هذا التبجح!! يا إخوان، ساهموا في تحرير البلاد وطالبوا بحصتكم، أما أنكم تريدون كل شيء ولا تصنعون شيئاً فهذا تبجح.
وختام القول اكتشف اليمنيون أن الحوثيين والإخوان سوط واحد يجلد أجسادهم، وأن الجماعات الدينية مهما كانت مختلفة في العلن فإنها متفقة في السر لخدمة بعضها البعض، ونموذج الإخوان والحوثيين دليل وبرهان لا يمكن دحضهما.