من يعتقد أن هناك صوت تمرد على الحوثي وبقي في صنعاء فهو واهم، لقد انطفأ آخر صوت في انتفاضة الثاني من ديسمبر، وبحسرة المقهور والمغلوب غادرت بقية الأصوات من موطنها باحثة عن موطن جديد تستطيع فيه الكلام بحرية.
الجنوب الذي كان ذات يوم غنيمة حرب لقوى شمالية، هو اليوم الساعد القوي لقوى شمالية أيضاً في تحرير الشمال من رجس الإرهاب الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن..
المدافع صوتها جنوبي، ولعلعة الرصاص في الجبال والوديان جنوبي، من يراقص الموت في الجبهات هي يد جنوبية تعبث بالحوثيين وترسلهم إلى الآخرة تحت شعار "هنا الجنوب مقاوماً ومنتصراً".
الطريق إلى الشمال يبدأ من الجنوب بعد أن توقفت أرتال الجيش الوطني التابع للشرعية في منطقة نهم الاستراتيجية، وباستراتيجية إخوانية متعلقة بتوجه حزبي وشخصي، وكأن المعركة من أجل عيون حزب الإصلاح وعلي محسن وليس من أجل دولة وجمهورية وشعب أصبح يأكل من براميل القمامة.
لم يعد هناك مبرر لتوقف جبهات الشمال ضد الحوثي، لكن اللعبة التي يديرها الإخوان في مأرب وفنادق الرياض جعلتهم في موقف الخاسر بعد أن ربحوا عائدات الجبهات المالية والعينية، وأصبحوا يبحثون عن مبررات توقف الجبهات والمعارك.
الجنوب اليوم هو من يحرك الحياة في الشمال، البضائع المسافرة إلى صنعاء تأتي من ميناء عدن، الأدوية والقمح تأتي من عدن، المسافر من الشمال إلى الخارج يذهب من عدن أو سيئون عبر مطارات الجنوب البعيدة من صواريخ الحوثي.
الجنوب ليس فقط من خلاله تأتي البضائع ويغادر المسافرون، إنه اليوم منطقة للجوء لأبناء الشمال الهاربين من بطش الحوثي وإرهابه المتوحش.
إنسانياً ورغم بعض المعوقات التي كانت تحدث إلا أنه اليوم منطقة استقبال للشماليين والعيش فيه والعمل دون تذمر أو صعوبات تواجههم.
الصورة التي يرسمها إعلام الحوثي والإخوان المسلمين عن الجنوب وتعامل أبناء الجنوب مع الشماليين هي صورة مزيفة، يحاولون من خلال هذا التزييف كسب الرأي العام وإمالته نحوهم، لكنهم فشلوا وسقطوا رغم جرائمهم التي كانوا يرتكبونها في الجنوب بحق الشماليين وإلصاق التهمة بالجنوبيين وتصوير الجنوبيين على أنهم يمارسون القتل والعنصرية.
الجنوب اليوم مأوى لمئات العوائل الشمالية، والتجار الشماليين والسياسيين والقادة العسكريين والقبليين، ومن ينكر ذلك هو فقط إما إخواني حاقد أو حوثي ساقط.
يمكن أن نعتبر الجنوب هو عمق استراتيجي لمناطق الشمال وخاصة من بعد 2015 وسقوط الدولة، حيث تنطلق منه المقاومة وفيه تحتمي.
انطلقت المقاومة الشمالية المسنودة بالمقاومة الجنوبية من داخل عدن، وحررت الساحل الغربي بقيادة حراس الجمهورية وألوية العمالقه والمقاومة الجنوبية، واليوم المقاومة الجنوبية هي من تقود المعارك في الضالع وعلى تخوم محافظة إب الشمالية.
معركة تحرير الشمال وإسقاط الحكم السلالي الإرهابي في صنعاء لن يكون إلا من الجنوب والمقاومة الجنوبية، أما تلك الأصوات التي تقلل من أهمية ما أنجزه وينجزه الجنوب ومقاومته الباسلة هي أصوات فقدت مصالحها في الجنوب وترتعب من أن تفقدها في الشمال مرة أخرى.
لماذا يخاف الإخوان المسلمون من تقدم القوات الجنوبية وحراس الجمهورية في مناطق الشمال وتحريره من ميليشيات الحوثي؟!!
من الجنوب تهب رياح تحرير الشمال أما مأرب فلا تعويل عليها، إنها مستفيدة من بقاء الحوثي، وربما سيأتي اليوم الذي فيه تتحالف علانية مع ميليشيات الحوثي ضد الجنوب والمقاومة الجنوبية وحراس الجمهورية، وربما سيتحالفان ويخططان لغزو الجنوب مرة أخرى، لكن فات الأوان على نجاح هكذا مخططات.