علي سيف حسن

علي سيف حسن

مخاوف غير مفصح عنها!

Sunday 07 October 2018 الساعة 02:23 pm

تنويه؛
لن أتحدث عن المخاوف بمستواها الوطني العام، فكل الأطراف تفصح عنها وتتحدث عنها كل بحسب رؤيته ومفهومه.

سأقتصر في حديثي عما أعتقدها بعضاً من مخاوف غير مفصح عنها والتي صاحبتني في طريقي اليوم من عدن إلى صنعاء، حيث مررت على نقاط تفتيش ومربعات التمركز للأطراف الثلاثة الأكثر فاعلية وتأثيراً؛ المجلس الانتقالي الجنوبي، الإصلاح، وأنصارالله.

١- ولكون طريقي بدأت من عدن فسأبدأ بما أعتقدها مخاوف المجلس الانتقالي الجنوبي، والمتمثلة في الخوف من أن تتوافق كل من السعودية والإمارات على أن التسوية السياسية اليمنية ستتطلب بالضرورة أن تتخلى الإمارات عن دعمهم وتتركهم وتطلعاتهم على هامش المشهد السياسي.

٢- وعلى نفس السجع السياسي فإن مخاوف الإصلاح تتمثل في الاعتقاد بأن متطلبات الاتفاق بين السعودية وأنصارالله سيكون على حسابهم ويتطلب بالضرورة أن تتخلى السعودية عن دعمهم وتتركهم مع مخاوفهم متقرفصين وسط مربعات تمترسهم الحالية.

٣- وبالتأكيد فإن لأنصار الله مخاوفهم غير المعلن عنها والمتمثلة بالشك والارتياب من أداء مبعوث الأمين العام ورسمه لمسار المفاوضات بالموازاة لمسار الحرب، واستخدام تعبيراته الإعلامية المتفائلة كحاجز صد للمواقف السياسية والإعلامية المعارضة للحرب على المستوى الدولي، ولإغلاق النوافذ والشواقيص أمام أي محاولة للتدخلات من قبل الأطراف الدولية المتطلعة لوضع أصبع لها أو كعب في المشهد اليمني الحالي.

٤- ويبقى الناس المدنيون غير المنخرطين ضمن أطراف الصراع، كأشخاص ومكونات، ومن خلال الهمس والتأوه في التعبير عن مخاوفهم والتي تتمثل من أن توفر الحرب بيئة ومناخاً ملائماً للأطراف المتصارعة كل في نطاق تمركزه وهيمنته لإعادة صياغة السياسة والثقافة والنسيج الاجتماعي، بحسب معتقدات ومفاهيم كل طرف، وبما يخدم تطلعاتهم السياسية.

*رئيس منتدى التنمية السياسية