عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

مناورات الكهنوت: رعبٌ مفتعل يخفي ضعفاً حقيقياً

Sunday 07 December 2025 الساعة 04:29 pm

يحشد الكهنوت بكثافة إلى جبهتي تعز والساحل، إلى حيفان وجهة الجنوب، وإلى الكدحة. بينما ننشغل نحن بالتناقر على جغرافيا بعيدة، لا ننتبه لما حولنا، ولا لما بات تحت يد الكهنوت. هناك ملشنة واسعة للأودية والجبال والقرى من السياني إلى مقبنة، وصولاً إلى جبال شرعب الرونة.

العدو يخاف الناس؛ ولهذا لم يكتفِ هذه المرة بعسكرة الجبهات استعداداً لهجوم أو ترتيباً لدفاع، بل وزّع مليشياته في أعماق قرى شمال تعز، عبر مناورات وترهيب مختلف، كما لو أنه يخشى على ظهره. لم يعد يخاف الجبهات قبالته بقدر ما يخاف غضبة الناس خلفه وإسقاطه.

سأحدثكم عن ضعف الكهنوت. في شمال تعز، يأخذ مئات الأفراد للقيام بمناورة وإطلاق نار وسط القرى ومن الجبال المطلة؛ مرة في مخلاف، ومرة في الأمجود، وبالعدد نفسه من الأفراد والسلاح نفسه. ثم ينقلهم إلى قرى أخرى في شرعب والتعزية ومقبنة لتنفيذ المناورات ذاتها: في الزراري، والأجشوب، وعزل كثيرة. يجرجر حشوده من بلاد إلى أخرى ليخلع قلوب الناس ويرهبهم، لكنه بذلك يكشف ضعفه.

يظن الكهنوت أن الناس لا يفهمون، لكنهم يدركون كل شيء. فلو كان مقتدراً لما نقل عناصره من قرية إلى أخرى بهذه الطريقة. إنه يحاول فقط بث الرعب والإيحاء بوجود حشود كبيرة، حتى تلتزم القبائل الصمت في أي معركة حاسمة. والقوي لا يحتاج إلى الحيلة والرعب، ولا يُرهب الناس بإطلاق النار بين القرى إن كان واثقاً من قوته.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك