محمد العلائي
تحت سطح اليمن.. بذور التمزق وأصداء الوحدة
تحت سطح كل وحدة سياسية لليمن، تغفو البذور الحيّة لتاريخ طويل من التمزق والصراع.
وحين تتاح الفرصة المناسبة لهذه البذور، فإنها تنبت من جديد وتتخذ شكلاً فوضوياً لكيانات محلية تنزع إلى الاستقلال مع شعور خاص بالاستحقاق.
لكن، في المقابل، وتحت سطح كل تجزؤ سياسي، تغفو أيضاً آثارٌ وبذور من تجارب الوحدة والالتئام السابقة.
وكما قال أوكتافيو باث عن المكسيك: "العصور القديمة لا تأفل أبداً، والجراح، حتى أقدمها، ما زالت تنزّ".
ففي اليمن كذلك، الماضي لا يغيب تماماً، بل يواصل تأثيره، متسللًا من الشقوق غير المرئية للزمن الحاضر.
وفي حالات الانهيار الداخلي والحرب، فإن ما يشكّل وعي سكان المناطق والجهات وأفراد القبائل والعصائب النَّسبيّة، ليس التاريخ الوطني العام، وإنما التواريخ الخاصة: وهي مزيج التجارب والمرويات الشفاهية الموروثة، المشكوك في مصداقيتها، التي توجّه سلوك الأفراد والجماعات، وأحياناً من حيث لا يشعرون، وتتسبب في إعادة إنتاج النزعات الجزئية
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
