عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

فساد السلطة.. ثقب أسود يخنق مدينة تعز!

Friday 30 May 2025 الساعة 07:10 pm

مجرد الكتابة عن وباء الكوليرا الذي يتفشى بين الناس، وفي ازقة المدينة، بات أمرا يقلقني، ليس الخوف من المرض، بل من التعيس نبيل شمسان وخلفه طوابير الفاسدين، الذين ينتظرون أي مصيبة تطول الناس، ليحولوها إلى فرصة للنهب، والذين لن يترددوا في جعل هذه الفرصة لجلب التمويلات باسم معاناتنا.

السلطة في تعز باتت تتغذى على جراحنا، تختبئ تحت جلودنا، يمتصون صحتنا ودفء أرواحنا، ويعيدون بيع مأساتنا على موائد المنظمات.

***

كم كشفت الأحزاب عن خوائها، عن صغرها، عن عجزها. ظهرت كأنها مجرد أدوات بيد سلطة فاسدة، تعيش على معاناة الناس، وتقتات من خيباتهم.

ماذا تقولون لقواعدكم في اجتماعاتكم الحزبية؟  

ما الذي تعممونه في نشراتكم الداخلية؟  

ألا تخجلون من الشعارات التي تتسترون خلفها؟  

أما تشعرون بالخزي وأنتم ترون تعز التي احتضنتكم تغرق، وأنتم صامتون..

***

لكل الزملاء والأصدقاء الذين صفقوا للرئيس في قاعة الجامعة، ونالوا نصيبهم من الـ500 ألف، أما آن أوان رد الجميل لتعز وأهلها؟

تعز اليوم تضيع، والماء منعدم، والفساد مستشرٍ، والناس في أقسى حالات القهر. هل بإمكانكم أن تكونوا على كلمة واحدة، وتوقعوا مذكرة جماعية تُرفع إلى رئيس المجلس الرئاسي تطالبونه بالوفاء بوعده بإقالة هذه السلطة الفاسدة؟

كونوا على قدر مسؤولية التصفيق الذي هز القاعة حينها.

***

ارتفع سعر قرص الروتي إلى 100 ريال، وصمت مكتب الصناعة والتجارة وكأن الأمر لا يعنيهم.

قفزت تعرفة الركاب إلى 400 ريال، ولم يوضح مكتب النقل.

انعدمت المياه عن مدينة تعز، ولم تحرك مؤسسة المياه ساكناً لمواجهة ذلك، وكأن الناس لا يُحسب لهم حساب.

أيُعقل أن تستمر هذه الفوضى في مدينة قدمت آلاف الشهداء من أجل الكرامة.

ألا يستحق وجع الناس، وعطشهم، وفقرهم، أن يكون شرارة لإسقاط ومحاسبة هذه المنظومة الفاسدة التي رهنت المدينة لمصالحها.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك