محمد عبدالله الكميم

محمد عبدالله الكميم

تابعنى على

إنهاء الحوثيين هو الخيار الأقل كلفة

Friday 30 May 2025 الساعة 05:35 pm

ما جرى مؤخرًا من تهديد حوثيراني صريح بقصف مطار عدن ليس حدثًا عابرًا، بل مؤشر خطير على طبيعة هذه الجماعة الإرهابية التي لا ترى في مؤسسات الدولة اليمنية سوى أوراق ضغط، ولا تجد في البنية التحتية سوى أهداف مشروعة إذا لم تُنفّذ أوامرها.

الواقعة كانت واضحة: بعد أن تم تدمير ثلاث طائرات مدنية يمنية كانت محتجزة في مطار صنعاء بضربات جوية إسرائيلية، سعت الحكومة الشرعية إلى حماية الطائرة المدنية الرابعة التي كانت في عمّان. حاولت إعادتها إلى عدن حفاظًا عليها، لكن الحوثيين رفضوا، وهددوا علنًا: إما أن تعود الطائرة إلى صنعاء، أو سنقصف مطار عدن.

هذا سلوك إرهابي خالص.

 لا يمكن أن يُفسّر إلا على أنه ابتزاز بالقوة المسلحة، وفرض إرادة ميليشيا على دولة، ومحاولة إخضاع مؤسسات وطنية عبر القصف والدمار.

وما يجب أن يُقال اليوم بوضوح، أن الاستمرار في التفاوض مع هذه الجماعة، أو التعامل معها كطرف سياسي، كلّف اليمن أكثر بكثير من تكلفة الحسم.

 فما تدفعه اليمن اليوم – كل يوم – من خسائر سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، أكبر بكثير من كلفة خيار المواجهة وتحرير البلاد من هذه العصابة الإرهابية.

نحن نخسر:

▪️مؤسسات الدولة التي تُفرغ من مضمونها.

▪️الاقتصاد الذي يُنهك بالحصار والجريمة والنهب.

▪️أرواح أولادنا، الذين يُستدرجون إلى محارق لا تنتهي.

▪️القرار السياسي، الذي أصبح مرتهنًا بحسابات خارجية أو خوف داخلي.

وعليه، فإن واجب الحكومة الشرعية ألا تخضع لهذا الابتزاز، بل تتحرك فورًا، سواء بدعم إقليمي ودولي أو بإرادتها الذاتية، لأن الوقت ليس في صالح اليمنيين. 

لا يمكن أن تبقى اليمن دولة مختطفة، رهينة عصابة لا تعرف سوى منطق الإرهاب والتهديد، ولا تجيد إلا إنتاج الموت والفوضى.

إن الحرب، برغم قسوتها، قد تكون الطريق الأقل كلفة لإنقاذ اليمن.

فالتعايش مع الخطر الحوثي وهم قاتل، وكل يوم تأخير يدفعنا نحو انهيار أعمق.

على الجميع أن يدرك: لا سلام مع من يقصف المطارات والموانئ، ولا استقرار مع من يخطف الطائرات ويوقف تصدير النفط ، ولا تعايش مع من يحتكر القرار بقوة السلاح.

إما التحرير... أو البقاء رهائن حتى الفناء.

من صفحة الكاتب على إكس