هناك قاعدة سياسية شهيرة تقول: في السياسة، لا يوجد خصم دائم، ولا صديق دائم، فخصم الأمس، قد يكون صديق اليوم، والعكس بالعكس، بمعنى أن التغير في الموقف، لأي جماعة سياسية مع أو ضد، يتم طبقا لمقتضيات المصلحة السياسية، هذا في حال إن كانت الجماعة السياسية تقوم أهدافها على أساس مدني، أما إذا كانت الجماعة السياسية قائمة على أساس ديني، فهنا تتغير قواعد السياسة، ومقتضياتها، بتغيير سلوكك أنت لوحدك، ويكون توجهك تبعاً، لأهداف الجماعة الدينية، وتوجهاتها، وتصبح وسيلة لتحقيق أغراضها، ومصالحها فقط، فهكذا أراد الله كما يزعمون.
نسقط ما مضى، على كمية الحقد حد الترجيع، ضد كل ما يتصل بالنظام السابق بصلة.
وبالرغم من سقوط النظام السابق، وسقطت معه المعارضة، والوطن والجمهورية، وسقطت تبعاً لذلك، كرامة الكثيرين، وتحولوا إلى تجار حروب، وأصحاب استثمارات كبيرة، في الداخل والخارج، وتناسوا معاناة الناس، التي كانوا يشتغلون عليها.
فبلاش مزايدة، واتركوا للبسطاء حالهم، يعيشون أملهم، وأحلامهم، بعيدا عن ضجيجكم، وهديركم المزعج، ولو رأوا فيكم خيراً، لما ترددوا في التعبيرعن ذلك.
وما تمسك الكثيرين بأحمد علي عبدالله صالح، وذاك الفرح الذي عبر عنه الكثيرون، كلٌ بطريقته، ليس إلا تمسك بالأمل الأخير، بعد أن كشفت أوراق الكثيرين، وسقطت كأوراق التوت، فلمَ يتحسسون من هذا الموضوع، ماذا يريدون؟