عصام السفياني
هزائم النخبة وشعبوية النضال ضد مشروع الخميني
القادم القريب في اليمن قد يحمل تحولات وتنازلات في المعركة ضد مليشيا إيران وهذه التنازلات التي أفصح عن جانب منها العليمي في حضرموت تحت مسمى خارطة الطريق والمرحلة الانتقالية قد تشكل هزيمة معنوية للكثيرين لأنها عمليا تشكل انتصارا لأدوات المشروع الخميني.
ليست هذه التنازلات نهاية المعركة بل مرحلة تشبه إلى حد ما حصار السبعين وتكالب الملكيين على أبطال الجمهورية وبصمود الجمهوريين في السبعين انتصرت الجمهورية وحافظت ثورة 26 سبتمبر على وجودها السياسي والعسكري والفكري والتماسك الشعبي والنخبوي المساند لهذا الإنجاز الوطني الكبير في القرن العشرين.
اليوم نحن أمام هرولة مفروضة صوب خيارات الحوثي واشتراطاته وتعتقد الشرعية أنها مجبرة على قبولها رضوخاً للضغوط ومحاولة للهروب من فشلها الذي راكمته منذ بداية عمليات التحالف العربي ضد المليشيا والبحث عن صيغة تسوية حتى لترحيل أزماتها الخانقة ووضعها المفخخ بملفات عديدة.
بعد أن تراجعت قيادة الشرعية عن حزمة القرارات التي أصدرها البنك المركزي لإصلاح القطاع المصرفي ستأتي خطوات أخرى ربما أكثر انهزامية.
ما تحدث عنه العليمي حول خارطة الطريق يقودنا إلى أن الشرعية ستدفع حصة من عائدات النفط للحوثي وستقول إنها رواتب للموظفين والمتقاعدين العسكريين كملف إنساني وهو مطلب الحوثي الذي ينهب الإيرادات لتسمين منظومته العسكرية وكروش مليشياته وسيفرض على الشرعية أن تدفع له الأموال ليسلمها هو للموظفين والمتقاعدين وينال منهم.. شكراً على جهوده. فيما ستطارد اللعنات الشرعية بمؤسساتها المختلفة.
وستفتح الشرعية وجهات عديدة لرحلات اليمنية من مطار صنعاء وستكون هناك تنازلات عديده دون أن يقدم الحوثي أي تنازل، لأن خارطة الطريق رحلت ما يتوجب على الحوثي أن يقدمه إلى المرحلة الانتقالية والتي ستكون نتاجاً لحوار يمني لن يختلف عن ماراثون مؤتمر الحوار الوطني وانقلاب الحوثي على مخرجاته التي قبل بها وساهم في مناقشتها فصلاً فصلاً.
الهزائم والتنازلات الماثلة اليوم تتطلب صموداً وإيماناً بالنضال ضد مشروع الخميني في اليمن والتعاطي مع كل مفرداته كمخاطر وجودية على اليمنيين وتعايشهم وسلمهم المجتمعي ومستقبلهم.
النضال الوطني يحتاج إلى الصمود والصبر واستخدام كل الوسائل المتاحة والممكنة في المواجهة وعدم القبول بالخيارات الناقصة ولو باعتبارها حلولاً مرحلية.
توحيد خطاب المواجهة بعيداً عن المعارك الهامشية والعمل في الميدان وسط الفصائل والمكونات والمجتمع لتعزيز تماسك الجميع ومنع تسرب روح الرفض للمشروع الخميني إلى الإحباط والقبول بالخيارات المعروضة في سوق التنازلات.
الجميع مطالب بالشعبوية روحاً وحضوراً والتحريض المعنوي والخطاب الإعلامي المنحاز لعدالة القضية وقدسية النضال ضد هذا المشروع المدمر للوطن وللشعب وبعيداً عن تكتيكات النخبة وبحثها عن المقاربات المعلبة.
هي معركة وجود تتجاوز الانتماء للمكونات والفصائل والأحزاب، وخوضها اليوم بكل الأدوات فرض عين على الجميع في كل اليمن بما فيها المناطق المنكوبة بالجائحة الخمينية.