سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

السودان في حكم الإخوان

Friday 21 June 2024 الساعة 05:53 pm

‏عن نكبة السودان بحكم الإخوان: 

هذه المقابلة في العام 2007 كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرات اعتقال بحق القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والمسؤول الحكومي حينها عن ملف دارفور أحمد هارون وآخرين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وفظاعات ضد المدنيين في دارفور من بينها الاغتصاب والقتل بشكل منظم، على أساس عرقي وديني. 

رفض نظام البشير الإسلامي حينها، الامتثال لقرار المحكمة وداس عليه بالجزمة كما قال البشير وكبار قادة الحكم الإسلامي يومها في أكثر من خطاب جماهيري.

لم تمر سوى ثلاث سنوات أو أقل حتى أصبح البشير نفسه مطلوباً بمذكرة اعتقال من محكمة الجنايات وعدد من أركان الجماعة الإسلامية الحاكمة.

رفض نظام البشير والإخوان يومها أيضاً الامتثال للحكم وتسليم المطلوبين، وخرج البشير بعد إعلان القرار بنصف ساعة يطوف شوارع الخرطوم من على عربة عسكرية مرتدياً البزة العسكرية، وسط حشود المؤيدين في جنبات الشوارع التي تهتف باسمه وبالحكم الإسلامي لجبهة الإنقاذ. 

واستمر في جرائمه، استمرت النزاعات، وأصبحت كل الجماعات التي تقاتل نظام البشير الإسلامي تحظى بدعم القوى الدولية التي تحداها النظام.

والتي ساندت ضحايا حروب النظام الإسلامي في دارفور. 

وعندما أدرك التنظيم أن الضغوط تكالبت ومناورات الإفلات منها لأكثر من عقدين من الزمن استنفدت، ذهب لاستراتيجية الانحناء للعاصفة، ورتب تمرداً على البشير ومنظومة التنظيم الإسلامي الحاكم شكلياً. مع إمساك الجماعة بخيوط اللعبة من خلف الستارة. 

وانخرط في شراكة مع القوى المدنية سياسياً التي كانت ضمن القوى التي تعارض حكم البشير. 

وتم تشكيل حكومة برئاسة حمدوك التي اتخذت قراراً في أغسطس 2020 بإنفاذ قرارات محكمة الجنايات الدولية والبدء في إجراءات تسليم المطلوبين وعلى رأسهم عمر البشير وقيادات التنظيم الإخواني الذين كانوا مسؤولين ووزراء في حكومته.

حينها وفجأة انقلب كل شيء رأساً على عقب وكشر التنظيم الإسلامي الحاكم بوجوه جديدة عن أنيابه، وأسقطت حكومة حمدوك، بعد محاصرة منزله والتهديد بقتله، فقدم استقالته تحت التهديد.

ثم ذهبوا بالسودان إلى منزلق عليَّ وعلى أعدائي. 

المثير للسخرية هو قدرة الإخوان على الكذب وتعليق كل جرائمهم وكوارثهم على شماعة الإمارات.

والأكثر سخرية أنهم اليوم في حرب غزة يراهنون على عدالة محكمة دولية داسوا هم على قراراتها قبل عشرين عاماً وحتى اليوم يستمرون في إشعال النار في كل السودان، ولا يقبلون الامتثال وتسليم المطلوبين.

من صفحة الكاتب على إكس