مدينة الصلوات المعتقة بالطهر.. في تعز تتوافد القامات، مظفر مظفر، ولم يتسن للتاريخ من فرط البلاد نحو المجد تدوين الجبال المشذبة بالكاذي. في مدينتي تنبت الروائح الزكية على هامات الرجال الأجلاء، للعطر قامات الأباة، للوقت تجاعيد الأزمنة المختبئة بين جدائل الجهات، لكل جهة في بلادي جديلة، كل جديلة تحوط الأخرى بالطمأنينة، للشمال سحنة الجنوب، وللتربة تقاسيم مخلاف، لماوية شموخ جبل حبشي، ولجبل منيف على السماء اسمه صبر يد تصافح أيفوع، جبل هنا، والجبال جباه، وأشاوس هناك، فلكل تعزي حكاية، لكل بندقية قصة، ولكل شهيد.
تعز مهما تكالبوا هي فطنة النجاة، إن ملشنوها قولوا هم وليس تعز، وإن اغتصبوها قولوا هم ليست تعز، إن فقأوا الطريق قولوا هو الكهف جثم على عين المدينة وليست تعز، إياكم وكره تعز، مهما عانيتم من الحصار ومن الفوضى، تعز بريئة، مختطفة، إن تشظت أحلامكم اجمعوا من منافذها ومن شوارعها فوارغ الرصاص فالفشك في تعز تستقد لهذه المدينة من السفلة، المشكلة ليست تعز، المشكلة الكهف.
تعز عروستنا المزينة بالحرب والسلام، تعز طفلة الجغرافيا، واسطة القد اليماني، العقيق المتوسط مواقيت العصور الجميلة، لكن الجمال في كل جغرافيا مباح للطغاة، وللغزاة، وهل لتعز ذنب إن هي جميلة، ربت وديعة كقطرة الماء، لذا لا تهنوا، تعز تستعاد بالهمة، لن تنفتح أبوابها في خضم هذا التقاعس، الرسولي لن يعيد من مثواه صيرورة تعز، تستعاد بالكفاح والعزيمة وبالتوحد فقط.. وسوف تستعاد.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك