لعشر سنوات والكهنوت يحاصر تعز، يحاصر المدينة بالقتل والتنكيل ناهيك عن إغلاق الطرقات، ويقطع الماء عن المدينة.
قناصاته قتلت كل شيء حي!
وفي كل طاولة سلام كان فك الحصار عن تعز هو الأول، في ستوكهولم وفي عمان، وفي جنيف، وكل عاصمة، فهل رضخ الكاهن وفتح ولو منفذاً واحداً للمدينة حتى يساوى بفكه منفذاً الآن بالضحية؟
والآن، يرسل مراسيل إلى هنا وهناك، ويعلن عن فتح طرقات، وبذات الوقت لا يريد للطرف الآخر أن يتريث ويحسب حساب هذه الخطوة، وأن يرتب هذه الخطوة، وأن يدرك الحقيقة الكاملة، ومغبة هذا القرار!
إذا كان ذلك ضعفاً من الكهنوت ومحاولة إخماد أي معركة محتملة، فليس له الحق أن يثخن بنا متى كان قوياً وأن يسالمنا وقد ضعف.
وإذا كان الأمر هرباً من القرارات الأخيرة فليس منطقياً أن نفرج عنه ونخفف من خسارته، ومن الخناق الذي شدد عليه، بكل المناحي!
ماذا لو كان الأمر فخاً كبيراً كما هي فخاخه منذ عرفناه؟
وغير ذلك، بعد هذه المعاناة يظهرنا أننا نحن سبب معاناة الناس، فالناس، وما أغبى الناس، عشر سنوات وهم يقاسون الموت والتعب، لكن أياما قليلة من طرف الشرعية لدراسة القرار كما في مأرب، حولته إلى ضحية ونحن جناة، ويا لسخرية الدهر والكهنوت يرسل بضعة أسماء لا يعرفهم أحد لمحاورة مأرب في فك الطريق؟
هل مأرب تحاصر صعدة، وهل صعدت تعز لتحاصرهم؟
العتب ليس على العدو، بل على الصديق الذي يكتب مساوياً للجاني والضحية، للمجرم والبريئ، ويتحدث كما لو نحن شركاء بهذه الجريمة.
وهذا أول اختراق لنا، من تفشي ظاهرة الغباء، سنعتقده غباءً، ولا يزال الكاهن يحاصرنا ظهرت أصوات منحازة لمنطقه من وسط مدن الشرعية، فما بالكم بالأيام القادمة لو تركنا للأغبياء حق تقرير كل شيء.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك