في حادثة اختفاء طائرة الرئيس الإيراني أو هبوطها الاضطراري حسب ما كشفته وسائل الإعلام الإيرانية، فتحت نافذة نطل منها على بعض ملامح هذا النظام المارق الذي أشعل المنطقة حروباً وصراعات بغية التوسع والسيطرة، هذه الملامح التي كشفت عنها الحادثة تظهر أن هشاشة ألمّت بهيكل النظام الاقتصادي بفعل العقوبات الأمريكية عليه، وتبيّن أن هذ النظام الذي يدعي قوته الداخلية وإمكانية صموده في أي مواجهة مع الغرب، ما هو إلا هيكل خاوٍ وضعيف من التماسك سوف يسقط في أول ريح شعبية.
طائرة الرئيس الإيراني ذات الطراز القديم، تكشف عن إمكانيات ضعيفة يمتلكها النظام، وليس هذا وحسب بل إن الإجراءات التي اتخذها للبحث عن الرئيس تفصح عن أشياء كثيرة في توصيف هذا النظام وإمكانياته الداخلية في التعامل مع الظروف والأحداث، فكيف بنظام يدعي القوة والمنعة وله أذرع بطول المنطقة يطلب المساعدة بطائرة حديثة من تركيا مزودة بنظام رؤية ليلي وفرق بحث، أليس هذا مؤشراً على نظام أصابته العقوبات في مقتل!!
العقوبات الأمريكية وصلت إلى نخاع هذا النظام، ولمواجهة هذه العقوبات يذهب النظام الإيراني إلى تغذية الصراع في المنطقة عبر خلق مليشيات إرهابية وطائفية تثير الفتن والصراع وتقلق السلام والأمن الدوليين، وتتخذ من هذه الميليشيات جبهة متقدمة لحرب دول الغرب والمنطقة للضغط عليها لتخفيف العقوبات والإجراءات التي تقيد الاقتصاد الإيراني.
ما لا يمكن تخليه تظل فرق الإنقاذ الإيرانية ساعات طويلة للبحث عن الرئيس، وحتى كتابة هذا المقال لم تجد له أثر، وكذلك أن تصل إلى حالة عجز كبيرة لتوفير طائرة حديثه، فالنظام يخرج بين الفينة والأخرى للحديث عن تصنيع صاروخي جديد يكتسح إسرائيل وما جاورها، ولكنه يعجز عن شراء طائرة حديثة أو يصنعها، لقد كشف النظام عن نفسة وأسقط الهالة الإعلامية التي يصنعها حوله.
كشف مقتل الفتاة مهسا أميني قبل عامين أن النظام هش في بنيته الاقتصادية وقوي في بنيته القمعية، فهو متمكن في قتل وتعذيب وسجن الشعب، ولكنه عاجز عن رفع مستواه اقتصادياً وسياسياً، الهشاشة هذه فتحت له المجال لأن يستخدم القوة المفرطة ضد المجتمع ويفتح النار في وجه دول المنطقة، ليخفي بعض الهشاشة والبنية المنعدمة في الاقتصاد والقطاع العسكري، إلا من بعض التصنيع للصواريخ والمسيرات التي يزود بها وكلاءه في المنطقة منهم الميليشيات الحوثية في اليمن.