عبدالسلام القيسي
بضعة شباب من الحديدة شكلوا كابوساً للحوثي
بضعة شباب من الحديدة، معهم زملاء من تعز وريمة ومدن كثيرة جمعتهم كلية الإعلام هناك، وفجأة الشباب وقبل العشرين وبعد العشرين والى الآن شكلوا كابوساً للمليشيا وصدروا قضية الحديدة منذ أول سنة حرب الى العالم، وقدر الوفاء لهذه المدينة، قدر التفاني وقدر المكابدة.
كل عملهم بصمت، حقوقي صحفي، لا يهتمون كثيراً بالفيسبوك وتويتر وأكثرهم يملك خمسة آلاف متابع، فهم يبجدون سيرة الوجع التهامي في الصحف والمجلات والقنوات، يحشدون كل الناس لأجل تهامة الواقعة تحت نير الجماعة، ويخشاهم الكهنوت أكثر من خشيته طوابير الإعلام في الشرعية، أكثر من خشيته دوائر إعلام كامل المكونات!
محمود العتمي، أشرف المنش، عبدالله الحلبي، سهيل سمير، هؤلاء من أعرفهم فقط، وكثيرون هم البقية، ولا أنسى محمد الصلاحي الذي تعرض لسجن خمس سنوات، وكيف ضاقت المليشيا بمحمود العتمي وقررت تصفيته وعلت زوجته رشا، طارت الى السماء، بعبوة سوداء وقدر التهديدات التي وصلت لبقية الثلة، لأشرف والحلبي، ورفاقهما.
هم المثال الحي والماثل أمامنا، كيف بإمكان بضعة أشخاص فقط أن يخيفوا جماعة أخافت كل البلاد، وفي المقابل بمدن كثيرة هناك عشرات آلاف النخب ونجدهم يهتمون بالتوافه والهوامش، تعز مثلاً، لا تعرف عن حالها أي شيء، ألف ألف إعلامي وكاتب وصحفي ودكتور ومثقف ولا وزن لهم، بإمكانهم أن يناقشوا كل تافه، ولا يرون مدينتهم.
الكثرة لا تعني أي شيء، بل المهارة والتفاني والوعي والإخلاص، وهل أكثر من كتاب وصحفيي ومبدعي تعز؟ لا أكثر.. لكن هم أقل تفاعلاً مع مدينتهم، مع معاناة بلادهم، وبودي لو يتأسى كل تعزي بشباب الحديدة، ميلاد ودراسة، فهم القلة الأكثر وهم الثلة الأصدق والأجدر.
الصحافة بحث عن المعلومة، الصحافة ليست ما نلمسه من الطوابير الجديدة، بل الصحافة أن تقض مضجع خصمك، بشرح معاناة الناس ولو لم تحصل على عشرة إعجابات في تويتر، والصحافة حالياً معركة وقضية، ليست مجرد وظيفة أو مهنة، بل إيمان عميق بهذا الواجب المقدس لأجل الناس، فسلامي على كل شباب الفداء، والسلام.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك