محمد عبدالله الكميم
البيضاء.. كاسرة الإمامة وأيقونة النضال ومفتاح النصر
كانت محافظة البيضاء وستظل من الناحية الجغرافية هي مركز الجمهورية اليمنية ومن أهم المحافظات على الإطلاق، وتعتبر من المناطق التي شكلت دوماً وأبداً الوجع الدائم والخطر المستمر لمشاريع الإمامة طول الزمن، سواء كان في عصرنا الحالي وفي كل العصور.
يتميز رجالها بالأنفة والاعتزاز بالنفس وبالشهامة والكرامة التي لا يساويهم فيها أحد، لا يقبلوا بالضيم ولا بالظلم ولا بمشاريع الاستعباد والإذلال ولم يؤمنوا بالخرافات ولم يخضعوا إلا لله وحده.
رجال البيضاء كانت لهم صولات وجولات تاريخية في مقارعة الكهنوت بدأوها من مئات السنين وشنت عليهم عشرات الحملات من الأئمة لإخضاعهم ولكنها كانت ترفض وتقاوم وتضحي بأزكى الأنفس البيضانية اليمنية العظيمة، فتارة كانت تنتصر وتارة تخسر، ولكنها في الخسارة تقبل أن تهزم عسكرياً على أن تخضع طوعاً لمشروع الإمامة والكهنوت، ولكنها ما تلبث أن تعود من جديد للأخذ بثأرها والانتقام لنفسها ولرجالها وتستعيد حريتها بدماء أبطالها، وكم كُسر الأئمة ودحروا وأذلوا على أيدي رجال البيضاء في معارك كثيرة مخلدة في كتب التاريخ وحتى في كتب الأئمة أنفسهم..
وفي ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة كان لرجالها الكرام وقبائلها العظيمة القول الفصل في تثبيت دعائمها هم وقبائل الحداء وغيرهم من القبائل العزيزة الكريمة الحرة، كما كان لهم الدور العظيم في فك حصار السبعين يوما التي كادت أن تعود بالإمامة إلى صنعاء لولا جحافل رجال البيضاء التي كسرت ذلك الحصار وأسقطت المشروع الإمامي للأبد.
لقد قدمت البيضاء خيرة رجالها وقدمت تضحيات عظيمة لمكافحة مشاريع التخلف -وما زالت- تجود بلا بخل رغم إهمالها ومظلوميتها من قبل الحكومات المتعاقبة، وستكون البيضاء في المستقبل -بإذن الله- حجر الزاوية ومنطلق التحرير في إسقاط المشروع الكهنوتي من جديد.
إنه تاريخ عطر يجب أن تستلهم منه كل القبائل اليمنية روح الشجاعة والبطولة والفداء والتضحية ومعاني الكرامة والحرية وصدق شاعرها الشيخ الحميقاني الذي قال:
قال الحميقاني توكلنا
يا أحفاد شمر دقت الساعة
إن شي معانا حكم جمهوري
والّا فلا سمعاً ولا طاعة
يا ذا الحيود الليلة السوداء
لا بد لش من حكم جمهوري
واهل البنادق با توفيها
ذي تستلب شرفا وناظوري.
[#الذكرى_56_لكسر_حصار_السبعين]
[#البيضاء_أيقونة_النضال]
من صفحة الكاتب على إكس