أدونيس الدخيني

أدونيس الدخيني

تابعنى على

غرق "روبيمار".. اليمن وحيداً في مواجهة الكارثة

Monday 04 March 2024 الساعة 07:09 pm

اليمن وحيداً في مواجهة كارثة غرق السفينة روبيمار في البحر الأحمر. بلا إمكانيات، يواجه مأساة صنعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية.

لم يتضامن معه أحد، ولم تبد دولة أو منظمة أممية استعدادها للمساندة. ناشد رئيس الحكومة المجتمع الدولي التحرك العاجل لمعالجة الكارثة أثناء لقائه السفير الأمريكي لدى بلادنا.

مر السفير من جوار المناشدة كأنه لم يسمع، واستعرض جهود بلاده لتخفيف التوترات الإقليمية ودعم عملية السلام في اليمن.

قالت الحكومة في إعلان غرق السفينة، لا أحد تجاوب مع المناشدات التي أطلقتها لتلافي الكارثة.

كان بالإمكان قطر السفينة، لكن العالم لم يقم بذلك، وترك متعمداً السفينة تلاقي مصيرها غارقة وعلى متنها أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة شديدة الخطورة. 

ومعه حق في ذلك، ببساطة لأن الهجوم على السفينة نُفذ من داخل الأراضي اليمنية وهي تُبحر في البحر الأحمر. 

حتى التيارات لم تكن معنا، وساقت السفينة إلى بعد 11 ميلاً بحرياً من البر اليمني، ثم أغرقتها ظروف الطقس.

جزرنا البحرية مسمومة بهذه الأسمدة، وشعابنا المرجانية مسمومة هي الأخرى، ومثلها الأسماك، وفي القريب نقاط المياه على سواحلنا. 

ولا موعد لانتهاء الكارثة التي بدأت اليوم. 

قطيع مرتزقة إيران لم يستفق من غبائه إلى هذه اللحظة ويشاهد جسامة الجريمة التي حدثت بحق الحياة البحرية اليمنية، ما يزال محتفلاً بالجريمة كإنجاز، باستثناء عبدالملك العجري الذي حمل بريطانيا مسؤولية التلوث.

لم تقصف بريطانيا السفينة، إنما ميليشياته، وباعتراف يحيى سريع الذي كان قد أغرق السفينة في أعقاب الهجوم الإرهابي. هو لا يعلم كما كل قطيع مرتزقة إيران في اليمن طبيعة الكارثة التي صنعوها في اليمن.

***

لم تدر ميليشيا الحوثي كيف تتعامل مع كارثة "روبيمار". ساد الارتباك ماكينتها الإعلامية، ولم تصمد على توجه واحد. ربما هي المرة الأولى التي يسود الماكينة الحوثية هذا الشكل.

بدأت باحتفالٍ في أعقاب إعلان غرق السفينة، واعتبرته إنجازا، ثم انقسمت لاحقا، مجموعة تحتفل، وأخرى تحمل بريطانيا مسؤولية الكارثة، لأنها دفعت بها للمرور في البحر الأحمر، وانضمت مجموعة ثالثة، تؤكد أهمية هذه الأسمدة للنباتات البحرية.

هكذا تحدثت الماكينة الإعلامية الحوثية، دون أن تترك أي مساحة لمراعاة عقل القارئ. هي تتعامل مع كل القراء والمتابعين كما لو أنهم مجرد جهلة مثلهم مثل أي قاتل مأجور في صفوفها. وفعلاً هي تراهم هكذا.

تنقل الضفعة نصر الدين عامر بين المجموعات الثلاث، تارة يحتفل، وتارة يحمل بريطانيا مسؤولية الكارثة، وتارة ثالثة يتحدث عن أهمية الأسمدة. 

طيب، كيف سيكون خطاب هذه الماكينة حين تبدأ فصول الكارثة في الظهور؟ لن يجد الجاني مبرراً يسوقه لقرابة نصف مليون يمني يعملون في أنشطة صيد الأسماك، واليمنيين عموماً.

والجاني الرئيس في كارثة روبيمار هي ميليشيا الحوثي. سفينة تعبر ومحملة بأسمدة شديدة الخطورة، فلماذا يقدم مرتزقة إيران على استهدافها؟ لم تأخذ في الحسبان الأضرار الكارثة على المياه الإقليمية اليمنية، وأساسا هي لا تُعير ذلك أي اهتمام، كانت انظارها متجهة نحو الاستعراض وتلبية رغبات وتوجيهات إيران على حساب كل اليمني ومصالحه.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك