استغلال العاطفة العروبية لدينا أبناء اليمن سهل جداً، حتى إذا كان في هذه العاطفة موت محقق لنا فإننا، وبلا شعور، ننجر وراءها دون أن نعطي لعقولنا برهة من تفكير، وهو ما يستغله أعداؤنا في النيل منا في كثير مواضع وعديد أوقات.
نذكر منها، على سبيل المثال، جمع المال والذهب الذي قام به تنظيم الإخوان الإرهابي في كثير أوقات تحت مسمى دعم القضيه الفـلســطيـنـية والتي اتضح فيما بعد أن هذه الأموال استخدمت في دعم الانتخابات البرلمانية لمرشحي الإخوان في مصر وباعترافات صريحة من قيادات إخوانية على شاشات التلفزيون، بل إن بعض هذه الأموال تم شراء أسلحة بها لدعم الجماعات الإرهابية والقاعدة في أبين ورداع والبيضاء لقتل الجنود اليمنيين وإرهاب المواطنين آنذاك.
اليوم، أيضاً، يتم استغفال اليمنيين وتحت نفس اليافطة القضية الفـلســطيـنـية، لكن بشكل أكثر وقاحة وأكثر جرما في حقنا كشعب عانى ولا يزال يعاني من حرب فرضتها علينا ادوات ايران لتتحكم في ارواحنا وارواح اطفالنا ولتزيد الطين بلة، سوقت هذه المليشيا الإجرامية ما تقوم به من لعبة وتآمر مع الأمريكان على تدويل البحر الاحمر وعسكرته بتصويرها انها نجدة للشعب الفـلســطيـنـي، وهو استخفاف بعقول هذا الشعب واستغلال لطيبته وعروبيته..
إذ إن استخدمنا العقل وتتبعنا خطوات المليشيا الحوثية فيما تقوم به بالبحر الاحمر نجد ان ما تقوم به هو الإضرار المتعمد والقاتل للشعب اليمني بكل وجه وان تقلبت الوجوه..
لن نعود كثيرا إلى ما قامت به المليشيا الكهنوتية في البحر الأحمر من استهداف سفن تجارية لدول تربطنا بهم صداقة كاليابان او النرويج وغيرهما والتي اتضح ان هذه السفن لا علاقة لها باسـرائـيـل وانما كان القصد منها نشر العداء لليمن في مختلف دول العالم لتحقيق هدفين:
الأول، جعل اليمنيين في عزلة من العالم لتبقى فقط الملاذ لهم ام القتل والارهاب ايران ولنكون خاتم عتيق في اصبعها الأيسر.
أما الثاني، فهو إيجاد التبرير الأقوى لدول الغرب لعسكرة البحر الأحمر وباب المندب في خطوة أولى لتدويله وحرمان اليمن من ما قد يترتب منه كفوائد مستقبلا.
ولإثبات الدناءة الحقيقية في تآمر المليشيا الكهنوتية مع امريكا والغرب كانت الفاجعة الأخيرة التي تعد جريمة بكل المقاييس على الشعب اليمني والأجيال القادمة فيه، فبعد ان فشلت دول الغرب من التخلص من 41 طنا من المخلفات النووية والأسمدة شديدة الخطورة في اي مكان لم تجد إلا سفينة مملوكة للبنانيين لهم علاقات وطيدة مع حزب الله وهي السفينة روبي مار لتحملها هذه النفايات النووية وترسل احداثياتها الى مليشيا الحــوثـيـين لتستهدفها في تاريخ 2024/2/18م قبالة الشواطئ اليمنية ومحل رزق صيادي اليمن الضعفاء ولتكون الجريمة مكتملة من الطرف الآخر وهم الغرب الامبريالي فقد تم التكتم عنها حتى بدأت بالغرق والتسريب لهذه المواد في تاريخ 2024/2/25م اي بعد التأكد من نجاح العملية المتفق عليها سابقا بين الاعداء ظاهريا العملاء في حقيقة الأمر.
ليست مصادفة أن تكون السفينة مملوءة بالنفايات النووية والأسمدة شديدة الخطورة، وليست مصادفة أيضا أن يكون مالكوها لبنانيين موالين لحزب الله تربطهم بمليشيا الكهوف علاقات استخباراتية واستراتيجية، وليست مصادفة ايضا ان يتم الاعلان عنها بعد عملية التسريب والغرق، فكل هذه النقاط بديهية في عقلية الارهاب الكهنوتي الذي يرى في الشعب اليمني مجرد رعاع وانهم هم المصطفون اي الحــوثـة ولهم حق البيع والشراء فينا وفي ارواحنا وارزاقنا، المهم ان يجدوا من يذر الرماد في عيون الشعب ويوهمهم ان قتلهم هو عمل بطولي لاجل فـلســطـيـن والقضية الفـلســطـيـنـيـة..
إلى متى سنظل ننكر الحقيقة العقلية ونحكم على الأحداث بمشاعرنا..
هل قنبلة نووية في مياهنا لتبيد ثروتنا السمكية وتقتل آلاف الأسر من الصيادين المعوزين هي الطريق الصحيح لفك الحصار عن شعبنا العربي في فـلسـطـين؟؟
أريد جواباً.
صور للسفينة روبي مار وهي تبدأ الغوص في مياهنا حاملة قنبلتها النووية لقتل أحلامنا