خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

إضعاف الحوثي لا يكفي!

Wednesday 21 February 2024 الساعة 05:22 pm

لديه عشرات الآلاف من الألغام البحرية لم ينشرها بعد، يمكن لها أن تتحول إلى تهديد طويل الأمد غير مسيطر عليه، ألغام عمياء لا تحدد السفن المستهدفة ولا تختار ضحاياها، وبالتالي فإن إغلاق باب المندب بحطام السفن الغارقة، يضاعف المخاطر ويضع العالم أجمع أمام مسؤولية تضامنية، بحماية الممرات الملاحية بكل الوسائل الممكنة بما فيها القوة العسكرية. 

الحوثي ليس فريقاً سياسياً يمكن التفاوض معه، وهم ليسوا جماعة وطنية قرارها السيادي يتأسس على مصالح اليمن، هي جماعة تعتاش على الحرب وتموت بالسلام، ومشروعها يتشابك مع الخارج وعمقها طهران وليست صنعاء. 

إيران تراوغ، تدخل باتفاقات مع واشنطن بعدم التصعيد وأقلمة الحرب وتوسيع نطاقاتها، في ما هي تطلق أيادي وكلائها يخوضون حربها نيابة عنها، توجه الحوثي تنتقي له الأهداف وتقدم له الخدمات والمعلومات الاستخبارية، عبر سفينة التجسس الرابضة في البحر الأحمر، ثم تتملص عن سداد فواتير هذا العبث الدولي، وتعلن أن لا سلطة لطهران على تابعها. 

إضعاف الحوثي لا يكفي لأنه خطر دائم التجدد، وقادر على إعادة إنتاج نفسه، وضرب بنيته العسكرية التحتية هي الأُخرى قابلة لإعادة البناء، عبر مسارات التهريب الممنهج متعدد القنوات شديد التعقيد، التعاطي مع الحوثي يحتاج إلى خطة عمل جمعية كتهديد ما فوق وطني، ويمكن هنا إعادة الحياة للخيار المحلي، والتغيير بأدوات وقوى الداخل وبعون دولي، ما دون ذلك فإن لهذه الجماعة المشبعة بالخرافة، قدرة ونفسا طويلا، ستظل تحارب لسنوات وهي مسلحة بوهم أن الله هو من يحارب، وأنها الحقيقة الدينية المطلقة، وأن جهادها مقدس ضد الكفار وهم في غالبيتهم من معارضيها السياسيين ناهيك عن كل الغرب والجوار. 

لدى الحوثي مخزون سلاح تم تمريره بعلم ومن دون علم دول عظمى، تحكم الرقابة على المياه الإقليمية، وهو كافٍ لخلق فاجعة كبرى، ليس على اقتصاد العالم بل على البيئة البحرية المفتوحة على بحار كل الدول، فليست هناك من جماعة تعلن على لسان ناطقها استهدافها لناقلات نفط، سوى الحوثي الذي لا يعبأ بشيء لأنه خارج كل الشيء: السياسة والسيادة والمخاطر البيئية. 

كارثتان محتملة الحدوث: نشر مئات ألوف الألغام البحرية وإغراق السفن وإغلاق باب المندب، والآخر خلق كارثة بيئية كونية بقصف سفن النفط، خطران يجعلان أو يجب أن يجعلا الحوثي على قائمة جدول أعمال كبريات الدول.

من صفحة الكاتب على إكس