أحمد طه المعبقي
لكي لا تتحول المصالحة إلى مجرد نزهة تتبخر أهدافها في مدرجات بريتوريا!!
إن فرصة معالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بما فيها جرائم القتل والاختفاء القسري جزء مهم تفتح آفاقاً جديدة نحو مصالحة مجتمعية وفرص مشاركة واسعة.
لذا كان يتوجب من لجنة المصالحة مكاشفة رئيس المجلس الرئاسي بحقيقة ما يجري في تعز، بدلاً من تسويق خطاب رومانسي لا يلامس الحقيقة، ومستفز لمشاعر الضحايا وذويهم.
نحن هنا لا نخون ولا نشكك بالقائمين على اللجنة، بل على العكس نثق بمعظم القائمين عليها، بنفس الوقت لدينا تحفظات على البعض منهم.
ومثلما يتطلب على المجتمع إسناد اللجنة لبلوغ الحقيقة والعدالة، بنفس الوقت يتوجب على المجتمع أيضا لعب دور المراقب لأي انحراف قد يطرأ على مسار العدالة.
بما أن اللجنة أشبه بلجنة تقصي الحقائق، أو بالأصح حاملة للحقيقة، ويقع على عاتقها بلوغ العدالة.
لذا يتوجب عليها -اللجنة- تحري الدقة ونقل الحقائق كما هي، والابتعاد عن الفرقعات الإعلامية التي تحدث تشوها للحقيقة، لأن لا عدالة في غياب الحقيقة.
كما كان يتوجب على اللجنة، أثناء لقائها قبل يومين برئيس المجلس الرئاسي، إطلاع رئيس المجلس بحقيقة الأمور، وعدم جدية سلطات تعز في حلحلة الملف الحقوقي، مما نتج في نهاية المطاف عدم إحراز أي تقدم نحو مصالحة مجتمعية.
على العموم، ما كان ينتظره ضحايا تعز من لجنة المصالحة إشهار قائمة سوداء للمعرقلين ومنتهكي حقوق الإنسان.
في الختام، ينبغي على اللجنة أن تدرك بأن المصالحة ليس نزهة إلى بريتوريا أو إلى الرياض، بل مسؤولية ومن أولوياتها تبييض السجون السرية، وإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وتنقية الجيش والأمن من أصحاب السوابق ومنتهكي حقوق الإنسان.
وبما أن اللجنة حاملة رسالة إنسانية، ووجدت من أجل الضحايا، ومعنية في إيصال رسالتهم، وفي حالة أنها لم تجد أي تجاوب من المجلس الرئاسي، هنا يأتي دور اللجنة في إخلاء مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانبة، وكشف الحقيقة للرآي العام بأن المجلس الرئاسي مصر على إبقاء الجناة وأصحاب السوابق حكاماً على تعز.