خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

حان وقت التوافقات لإزاحة الحوثي

Wednesday 17 January 2024 الساعة 05:04 pm

إعادة إنتاج قواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل، وإسقاطه على الحالة اليمنية والمواجهة بين الحوثي والقوات البريطانية الأمريكية، أي ضربة بضربة واستهداف باستهداف وناقلة تجارية بقاعدة صواريخ، لا يعالج الوضع المأزوم بل يخدم التوجه الإيراني الذي يرهق القوات الأمريكية عبر أدواته بالملاحقة النيرانية وقصفهم في قواعدهم المنتشرة، من سوريا وحتى العراق، في ما يبقى الحوثي حالة مختلفة فعدوانيته تتخطى واشنطن إلى إلحاق الأذى باقتصاد كل العالم. 

ما يجري في البحر الأحمر من إطالة عمر المواجهة والانضباط بقواعد اشتباك غير فاعل، يذهب بنتائجه لصالح الحوثي وإيران، حيث تخسر التجارة العالمية، ويتكرس الإيراني كلاعب وازن في المنطقة، وتغدو مكاسب الحوثي أكثر وخسائره أقل، فهو ابتداءً يسيطر على دولة فقيرة بلا بنية تحتية، وضربه يضخ في جسمه المزيد من الأنصار. 

هنا تبرز واحدة من الخيارات: تجريده من أسلحة القوة المتجاوزة حدود اليمن، ودفعه نحو حدوده الداخلية المغلقة، ومثل هكذا هدف لا يمكن أن يتحقق، ما لم يعد الاعتبار للقوات المناهضة له، وتسليحها بعتاد نوعي وبتدريب مكثف ومعلومات استخباراتية، ما دون ذلك كل ضربة للحوثي عبارة عن فرقعة في الفراغ، لا تنتج حلاً ولا تطرح مكاسبها السياسية على الأرض. 

حان وقت التوافقات لإزاحة الحوثي.

***

ابتزاز الحوثي للسعودية بأخذ جنوبها الغني بالثروات رهينة حرب، يضع القيادة السعودية في حالة سيولة موقف:

ليست قادرة على العودة لمربع الحرب، بعد أن أخذت قرارها الاستراتيجي بالانسحاب. 

وليس في مقدورها ترويض عدوانية الحوثي، وعزله عن حاضنته المذهبية إيران، وجعله ورماً حميداً. 

كل ما يحدث للسعودية الآن، البقاء في مساحة قلقلة من الانتظار، انتظار مواجهتين:

الحرب على غزة، وحرب المضائق بين العالم وإيران، وإن كانت أداة طهران حوثية، وفي ضوء نتائجهما يتحدد لليمن مساري الحرب والتسوية.

* من صفحة الكاتب على إكس