محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

العقلية "المومرية" بالمغازي والفتوح الخارجية!

Monday 04 December 2023 الساعة 05:08 pm

"فيبر" كان يحذر الألمان من ممارسة السياسة التي "تستند إلى غرور الفاتحين"، فـ وضعهم الجغرافي يجعلهم الأقل قدرة على ممارستها.

‏بعد عشر سنوات من وفاته، ‏انساق الألمان في نشوة جماعية خلف "طيش الفوهرر"، وذهبوا إلى أبعد وأخطر ما يمكن، ‏فكانت النتيجة: دمار ألمانيا وتقسيمها وإخضاعها للوصاية.

*   *   *

ليس لديهم شيء ليقولوه فيما لو كان السؤال ما الذي فعلتموه من أجل الداخل في الداخل؟

ولهذا يجدون التعويض السهل عبر إقناع العقلية "المومرية" بالمغازي والفتوح الخارجية.

*   *   *

بالحلم والخيال:

عايشين دور الفاتحين العظام الذين جابوا أقطار الأرض وأقاموا سلطانهم في كل شبر ونصبوا الرايات على معمورها وقفرها..!

بالواقع: 

شرذمة صغيرة تتحصن في الجبال..!

*   *   *

واحد نص مجنون، قال: 

 ياخي محد استفاد إلا هذولا. 

قلت؛ كيف؟

قال: قبل الأحداث الأخيرة قد كانت بطاريتهم ضعيفة يا لطيف.

جت هذي الأحداث، مدوا الشاحن وشحنوها فل ببلاش!!

هيا ما ذلحين استلموا.

*    *   *

العرب دُول لا دولة..

هذا ينطبق أيضاً على المسلمين من غير العرب، أي أنهم دُول لا دولة.

ومن ثَمّ فإن نتائج العمل لأجل "القضية" من خلال "الفكرة العربية" في ظل واقع سياسي، دولتي، قُطري، متعدد، لن تختلف عن نتائج العمل من خلال "الفكرة الإسلامية الشاملة" التي تضم الأقوام والشعوب الناطقة بلسان غير لسان العرب.

والسبب أن العقدة في الحالتين واحدة؛ فهؤلاء وأولئك [العرب وغير العرب] محكومون اليوم باعتبارات الدولة الوطنية القُطرية المستقلة. 

الجميع ملتزم بواقع التجزئة السياسية المقنَّنة والمحددة.

من المهم إدراك هذه الحقيقة الجوهرية، كي لا يخدعنا أحد بأن العرب خانوا وتهاونوا فقط لمجرد كونهم عرب!

فهذا الادعاء يخفي تحته الوهم الكبير بأن "التحرير" و"النصر" و"التمكين" سيأتي فقط على يد "مسلم" من الشعوب والأقوام التي كان العربي القديم يسميهم "العجم"، خصوصاً "الفُرس" و"التُرك"..!

*   *   *

تكثر هذه الأيام الإحالات التاريخية إلى فيتنام وكوبا والجزائر وجنوب إفريقيا.

ليس لدي اعتراض.. فقط هذا يذكرني كيف كنا قبل سنوات مفتونين جداً بالإحالة التاريخية المتكررة إلى الحركات الشعبية ضد الأنظمة الديكتاتورية في دول أوروبا الشرقية.

وربما أضفنا أحياناً -لتعزيز جاذبية الطرح- قصة التحول الديمقراطي في "شيلي".

لقد تصورنا لوهلة أننا على درب تلك الأمم سائرون، بينما كنا فعلياً نسير على درب الصومال وأفغانستان والعراق.

هذه التجربة علمتني الالتزام بالكثير من الحذر في مواجهة هذا النمط من الاستدلال الفاسد.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك