عبدالرحمن بجاش
د. عبدالكريم الارياني.. ذلك الرجل الاستثنائي
قلت له ذات جمعة وكنت أؤدي صلاتها في مسجد التوحيد بحدة، وأحرص على أن أمر عليه، وأسلم وكلمتين ثلاث كما يقال وأذهب، قلت:
ألا يكفي يا دكتور عبد الكريم؟
قال، وأحسست أنه يتألم:
قلنا كذا، لم يستمع أحد..
كان الرجل قارئا جيدا للمشهد، قراءته أفضل من كل ما تسمى "المعارضة".
بح صوته وهو ينصح ويقول ويدلل ويناشد، لم يعقل أحد.
عُرضت علي "الميثاق"، قلت:
لن أوافق إلا إذا كلمني الدكتور عبدالكريم.
ذهبت إليه…
مساء اتصل بي، قال:
لقد تم توقيع القرار
قلت لنفسي:
لن أترك مكتبي في الثورة حتى أتسلم بيدي القرار.
المساء التالي جاء أحدهم ولا يستحق مجرد أن يذكر اسمه، قال:
كنا ننتظرك، لكنهم أعادوا "اسكندر".
اتصلت بمن احترم، قلت:
الأمر يخص د. عبد الكريم ولا يخصني.
طبعا جلساء الليل يغلبون جلساء النهار.
في سري شكرت الله أن الأمر انتهى إلى ما انتهى إليه… روحي كانت وظلت في "الثورة".
جمعة أخرى، قالها بحنق:
هؤلاء هم من يجرجرون البلاد إلى الهاوية، كان يشير لحكومة آخر الليل.
سلمت عليه، وكانت آخر مرة.
في أواخر أيامه، شاهدت له صورة في بيروت وعلي البخيتي بجانبه، كان وجهه يقول الكثير، الكثير جدا… ماذا نفعل؟
اثنان لم يستمع لهما أحد:
البردوني والارياني.
لا انتقص من حق أحد، هناك كبار آخرون، لكنني هنا أتكلم في حدود ما أعلم…
خسرنا كثيرا..
في الذكرى الثامنة لرحيله:
سلام الله عليك.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك