د. صادق القاضي
في الذكرى الـ"33" لتأسيسه.. ما علاقة "الإصلاح" بـ"الإخوان".؟!
لا حاجة لتأكيد المؤكد بشأن العلاقة العضوية الجينومية التي تربط "التجمع اليمني للإصلاح"، بالجماعة الأم. جماعة "الإخوان المسلمين"، باعتباره فرعا محليا لهذا التنظيم الدولي الذي تفتخر قياداته أنها متواجدة من خلاله في (72) دولة عبر القارات الست.
لا قيمة في هذا المقام. لإنكار بعض قيادات "التجمع اليمني للإصلاح"، لهذه العلاقة، فهي متحققة ومتجسدة سياسيا وفكريا وعقائديا ورمزيا وعمليا، بدايةً بكون "حسن البنا" و"سيد قطب" بمثابة مرجعياته المقدسة، وكتبهما هي المقررات الفكرية على أعضاء التنظيم.
نفي اليدومي مرارا لهذه العلاقة. مجرد مناورات سياسية براجماتية مفهومة الدوافع والأهداف والسياقات المرحلية.. وتتم غالبا في الظروف الدولية المتأزمة بين السعودية والتنظيم الدولي للإخوان، للحفاظ على العلاقات النفعية التاريخية بين الطرفين.
أما لماذا لم تسمِّ هذه الجماعة نفسها باسم الجماعة الأم "الإخوان المسلمين" فهذا شيء يخصها، وعموما فكل أو جل فروع هذا التنظيم الدولي في العالم. لها أسماء خاصة، لكن هذا لا ينفي هذه العلاقة التي قد تكون محل انتقاد، لكنها غير قابلة لأن تكون محل جدل واختلاف.
بل إن اسم "الإصلاح" نفسه. ليس قرارا أو خيارا محليا مستقلا عن الجماعة الأم. التنظيم الدولي الذي يبدو أنه حريص على التمسك في تسمية فروعه في أقاليم أخرى بمفردات "العدالة، التنمية، البناء"، كان حريصا منذ البدء في تسمية كياناته السياسية في إقليم الجزيرة العربية على مفردة "الإصلاح". ضمن عملية منهجية ومطّردة ولافتة:
- جمعية "الإصلاح" والتوجيه الاجتماعي. الإمارات العربية المتحدة.
- جمعية "الإصلاح" الاجتماعي. الكويت.
- جمعية "الإصلاح". البحرين.
- التيار "الإصلاحي"، والحركة الإسلامية "للإصلاح". السعودية.
- التجمع اليمني "للإصلاح". اليمن.
هذه أبرز فصائل جماعة الإخوان المسلمين في دول الجزيرة العربية، ومن الواضح أن "التجمع اليمني للإصلاح"، هو أقوى هذه الفصائل "الإخوانية" في "شبه الجزيرة العربية"، وعلاقته بالتنظيم الدولي للجماعة الأم، أقوى من أي علاقة أو مصلحة تربطه باليمن.
والحاصل أن الانتماء أكثر من مجرد عنوان سياسي، أو شعار مرحلي، فجماعة الإخوان في اليمن، حاضرة حتى بدون تنظيم معلن. منذ أربعينيات القرن الماضي، ولم تحمل اسم "التجمع اليمني للإصلاح" إلا بعد الوحدة في "13 سبتمبر 1990م".