السكوت عن الجريمة، هو من يولد هذه الفوضى ويوسع انتشارها لتطال الجميع بلا استثناء.
تعايشت السلطات في تعز مع الجريمة المنظمة، ورعت قيادة فيها، هذه الجريمة، وتسترت وحمت الجناة.
ذاك هو من يشجع انتشار جرائم الاغتيال والسحل والقتل التي تغزو في الأثناء أرياف تعز.
كانت الحجرية هي المثال الذي يحتذى به في الأمن والاستقرار وغياب التدهور الأمني.
أوجد هذه الحالة من الأمن اللواء 35 مدرع قبل اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي، وما أعقبته من غزوات نفذتها قوات محور تعز وميليشيات الحشد الشعبي.
هل تتذكرون ما سوقته الماكينة الإعلامية لهذه القوات وهي تنفذ عملية الغزو قبل سنوات؟
كانت تتحدث عن ملاحقة العناصر الخارجة عن النظام والقانون.
والواقع، لم يكن هناك أي عنصر إنما كانت تعتبر اللواء خمسة وثلاثين مدرع خارجًا عن النظام والقانون.
والقانون هو قانون ونظام "الجماعة"، لا قانون الدولة.
منذ ذاك، بدأت الجريمة تزدهر في الحجرية، وبدأت باغتيال نجل القيادي في اللواء خمسة وثلاثين مدرع العقيد وليد الذبحاني، ثم اغتيال نجل رئيس عمليات اللواء خمسة وثلاثين مدرع سابقًا العميد عبدالحكيم الجبزي، والتمثيل بجثته، وصولًا، إلى اقتحام منازل قيادات اللواء خمسة وثلاثين مدرع.
لم تخجل الماكينة الإعلامية وهي تسوق بأن منزل قائد مقاومة الحجرية فؤاد الشدادي مخزن أسلحة وكالت له كل التهم التي تشرعن اقتحام منزل الرجل، وتبين لاحقًا بساطة هذا المنزل الذي عبثت بمحتوياته بدون أي خجل أو احترام لتاريخ رجل قاتل قتال الأبطال الكبار وقاد المعارك من جبهة الضباب إلى المسراخ مرورًا بجبهة الكدحة إلى كل جبهات ريف المدينة الجنوبي، تمامًا كما تبين خلوه من أي مخازن أو أطقم.
نقل الفوضى من المدينة إلى الريف وإطلاق العنان لعصابات القتل والنهب والسلب تمارس كل ما يحلو لها.
هذا هو ما حدث.. والمشهد اليوم يبدو ماثلًا أمام الجميع:
سباق على نهب الأراضي، جبايات تفرض، فوضى أمنية، جرائم قتل تستهدف الجميع بما في ذلك الموظفون العاملون في المنظمات الدولية والنساء في أرياف المدينة تمامًا كما حدث مع موظف في برنامج الغذاء العالمي بمدينة التربة، ومع الشهيدة "ميثاق" في ريف تعز الغربي، مضافا إلى ذلك، حماية تهريب مواد مشبوهة إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية.
لن ينتهي هذا العبث، دون نضال وطني يعيد تصحيح وضع المؤسسات الحكومية في مدينة تعز، دون محاسبة جناة الجرائم المنظمة كافة.
هذا النضال الذي يبدأ باجتثاث كل القيادات التي تتصدر المشهد عسكريًا ومحليًا واستخباراتيًا، وتعيين قيادات كفؤة تعيد الاعتبار للمدينة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك