للمتابع، لم تشكل نتائج لجنة التحقيق في الاعتداء الذي نفذه جنود من قوات المهام بمحور تعز التي يقودها القيادي البارز في حزب الإصلاح يحيى الريمي على الحفل الفني في ميدان الشهداء، أي مفاجأة.
قالت اللجنة "ما حصل كان وليد تلك اللحظة وردود أفعال من أفراد غير منضبطين، والحادث عرضي وفردي"..!
وقال محافظ تعز التقرير "مهني وحيادي ونتائجه شخصت الحادثة وأسبابها والمتهمين فيها بدقة ومصداقية".
وهذه هي مدينة تعز، السلطة المخولة بالحفاظ على الأمن هي ذاتها من تمارس الجريمة المنظمة، هذه الجريمة التي أخذت عدة مظاهر طوال السنوات الماضية، ولاحقاً تُدفن وتضاف إلى سلة النسيان.
كم من الجرائم البشعة حدثت وكان مرتكبوها جنوداً في القوات الحكومية والأمنية ودفنت؟
إلى أين وصلت قضية بيت الحرق، على سبيل المثال لا الحصر؟
أسرة بكاملها أبيدت وأحرق منزلها، على يد جنود وسلاح القوات الحكومية التي يسيطر عليها الإخوان كاملةً، بتهمة دفاع الرجل عن أرضيته التي حاول أحد المتنفذين نهبها.
حينذاك وصف قائد محور تعز اللواء خالد فاضل المتنفذ الذي قتل بأنه "الصخرة الصماء".
أين هي قضية أصيل الجبزي؟
نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع السابق وقائد اللواء 11 حراس جمهورية العميد عبدالحكيم الجبزي.
أُختطف أصيل من قبل القوات الحكومية و"ميليشيات الحشد الشعبي"، وأقرت قيادة محور تعز للعميد الجبزي بأن نجله لديها ولن يتعرض لأي مكروه، وأنهم رفاق سلاح..!
ثم ماذا حدث؟!
قامت القوات الحكومية بتصفيته والتمثيل بجثته بما في ذلك قطع عضوه الذكري ولسانه ورميه في مجرى للسيول؟!!
جريمة إرهابية بشعة، لم تنصف حتى اليوم.
إلى أين وصلت قضايا انتهاكات الإخوان في غزوة الحجرية من اقتحام منازل قيادة اللواء 35 مدرع؟ وغيرها، جرائم التصفيات داخل المستشفيات.
يرتكب القيادي في القوات الحكومية والجندي الجريمة وهو مدرك أنه لن يتعرض للمحاسبة.
غياب الأخيرة دفعت بالقيادي والجندي إلى الاستغراب من أي حديث عن جريمة يرتكبونها، ويرون ذلك تشويها للمدينة.
هم يتحدثون بشكل جدي، لأنهم يعتقدون أنهم على حق.
لم يجد القيادي والجندي أي محاسبة طوال السنوات الماضية، معظمها ارتكبت في زمن نبيل شمسان طبعا، ولذلك هو يندهش.
في الأثناء، خطر يتعرض له الآلاف من المدنيين، ومع ذلك هناك من يراه تصرفا فرديا من جندي، لا عمل وجريمة منظمة..!!!!
حتى إذا سلمنا برواية نبيل شمسان و"إخوان" تعز، فالرواية بحد ذاتها كافية لإقالة قائد محور تعز وقائد القوة التي اقتحمت وإرسال كل هؤلاء إلى النيابة العسكرية.
مع ذلك، لن يحدث شيء، الفوضى والفشل يديره في تعز رشاد العليمي ونبيل شمسان و"إخوان" تعز، من سنوات وليس من اليوم، منذ أن كان العليمي مستشاراً للرئيس هادي وبيده ملف مدينة تعز.
ولن تنتهي مأساة مدينة تعز إلا حين تصحو هذه المدينة ولا تكتفي بالتعامل المؤقت مع القضايا التي توسع انتشارها كل يوم أكثر فأكثر.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك