عبدالكريم الرازحي

عبدالكريم الرازحي

تابعنى على

ضعنا وأضعنا الطريق إلى "الدار الكبير"

Sunday 25 June 2023 الساعة 04:06 pm

بعد أن ضعنا وأضعنا الطريق وضيّعنا أصحابنا رحنا نسأل أصحاب الموتورات  عن "الدار الكبير".

وكنا على يقين بأننا لو وصلنا للدار الكبير سوف نعثر على أنفسنا وعلى الطريق وسوف يخف شعورنا بالضياع.

لكن جميع الذين سألناهم عن الدار الكبير كانوا يستغربون من سؤالنا ولا يدرون عن أي دار نتحدث وبدلا من أن يدلونا على الدار يسألوننا أين كنا؟ ومن أين جئنا؟ وكيف؟ ولماذا؟ 

وفيما نحن نتخبط اطلت امرأة من شرفة بيتها وقالت لنا بأن الوقت متأخر وأن بمقدورنا أن نبات في بيتها إلى الصباح، لكننا رحنا نشكرها ونسألها عن الدار الكبير وهي محتارة لا تدري بماذا تجيب على سؤالنا الصعب!

وفي تلك اللحظة التي فقدنا فيها الأمل في العثور على أصحابنا وعلى الدار الكبير ابصرنا رجلا يتقدم نحونا ويقول لنا بأنه مرسل من قبل أصحابنا ويطلب منا أن نتبعه. 

وراح الرجل يسير أمامنا ونحن خلفه ولم يتركنا إلا بعد أن أوصلنا إلى المكان الذي كانوا ينتظروننا فيه.

وبعد أن عثرنا عليهم واصلنا السير صعودا وصعدنا من مكان صعب ومخيف حتى ان معنوياتنا انهارت وهوت للحضيض.

كنا كلما دسنا فوق حجر فر الحجر من تحت اقدامنا وبين كل خطوة وأخرى كان الخطر يتربص بنا، وكان بنا خوف مريع الى درجة اننا فقدنا الثقة بأنفسنا ولم نعد ندري هل نحن نصعد ام نهوي وهل نقترب من القمة ام من الهاوية؟!

ولشدة ما كنا متعبين ويائسين ومنهارين وخائفين تملكتنا رغبة شديدة في ان نبكي، لكننا وبسبب وجود امرأة بيننا رحنا نكتم تلك الرغبة ونكبتها، وعندما وصلنا للقمة وإلى طريق السيارات تفاجأنا ولم نصدق أنفسنا بأننا وصلنا وبأننا نجونا.

ولحظتها رحنا نسترجع كل تلك الانفعالات والمشاعر والمخاوف التي كبتناها وانفجرنا نبكي في الظلام بألمٍ وحرقةٍ حتى إن سائق شاحنة عندما تناهى إلى سمعه اصواتنا ونحن نبكي اوقف شاحنته وسألنا لماذا نبكي؟

لكننا بدلا من أن نجيب على سؤاله انفجرنا نضحك ضحكاتٍ مدوية أفزعته وجعلته يلوذ بالفرار..!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك