كان يمكن للضغط الشعبي أن يؤدي دورا في إعادة تصحيح مسار مجلس القيادة الرئاسي باتجاه المعركة.
هو الآخر يغيب، كما مجلس القيادة الرئاسي.
الجميع تخلى عن المعركة ويتعامل مع الأزمة بطريقة أقرب للرومانسية من الواقعية.
في أعقاب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر استمرت الحرب لقرابة سبعة أعوام، وظلت قيادة الثورة حينذاك ملتزمة بالنظام الجمهوري وأهداف الثورة رغم كل الضغوط للقبول بالحلول التي لا تنتصر للهدف، ولم تتراجع، إنما تصلب موقفها حتى حصدت الانتصار الكبير بالقضاء على أحلام الإمامة بالعودة.
كان الشارع مسانداً لهذا الموقف الثابت وأدى دوره في دعمه عند كل ضغط آخر حتى وإن كان من داخل النظام ذاته.
لم يكن الوعي حينذاك كما اليوم، لكن المواطن كان قد لمس إرهاب وبشاعة وفساد وظلم واستعباد النظام الإمامي لليمنيين.
تنتصر القضية بإرادة حاملها، وتموت بتراجع هذه الإرادة.
أمام حالة التراخي وانتظار السلام البعيد والأقرب للاستسلام إن حدث، يكون الرهان على الانتصار نوعا من أنواع الأحلام.
كان يمكن لمجلس القيادة ومعه الشارع أن يقف أمام وضع الهدنة، وما الذي حققته من مكاسب حتى إنسانية؟ وبعد ذلك اتخاذ القرار.
وليس خافياً، أن هذه الهدنة قد أدت إلى تدهور وضع المعسكر الحكومي إلى درجة أنه يستحق الشفقة بسبب ضعفه وفشله وعجزه وغياب قراره في استعادة الموقف.
قرار العودة إلى الميدان هو ضرورة حتمية لهذه البلاد، حتى لا تقع في يوم من الأيام بقبضة ميليشيات عبدالملك الحوثي كاملة.
الخطر يتربص بالجميع بلا استثناء، والمواطن بدرجة أساسية، ومستقبل هذه البلاد يتجه نحو المجهول المظلم.
وأكثر ما نحتاجه اليوم هو أن يحترم مجلس القيادة الرئاسي نفسه وثقة الشعب به.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك