م. مسعود أحمد زين
الجنوب واستعادة الجمهورية شمالاً.. أولويات المرحلة
ماذا بقى من خطوات يستوجب إنجازها في قادم الأيام؟
1) على مستوى الجنوب ينبغي تفعيل القرارات الأخيرة لإعادة هيكلة الانتقالي وكذلك نتائج لقاء عدن التشاوري إلى برامج تنفيذية على الواقع سياسياً وإدارياً وعسكرياً.
2) على المستوى السياسي، العمل في أربعة سياقات بشكل متوازٍ دون إبطاء أو تأخير:
- في السياق المؤسسي، تفعيل عمل هيئات المجلس الانتقالي الجديدة واستكمال لوائحها الداخلية ووضع برامج عمل وأهداف محددة ينبغي إنجازها خلال ما بقى من 2023.
- وفي السياق الجغرافي والحوار، استمرار العمل والحوار مع بقية شرائح المجتمع في حضرموت للوصول لنقاط توافق اكثر مع بقية الطيف المجتمعي واستيعاب كل المحاذير المطروحة بسبب ما بقى عالقا في الذاكرة الجمعية من أخطاء الماضي ووضع ضمانات واضحة لعدم تكرارها والوصول لمشروع وطني مشترك يضمن المشاركة الايجابية للجميع في اي نظام جنوبي قادم.
وكذلك استمرار الحوار مع بقية الاطراف السياسية الجنوبية التي لم تشارك في لقاء عدن التشاوري للوصول إلى توافقات مفيدة.
- وفي السياق الخارجي، العمل الدبلوماسي مع دول القرار العالمي ودول الإقليم لتوضيح اهمية وجود جنوب مستقر وامن للامن والسلم العالميين وحفظ مصالح الدول الصديقة في هذا البلد وخلق التوازن الجيوسياسي اللازم مع أي سلطة في صنعاء بهدف كبح اي جنوح لابتزاز العالم في ممرات الملاحة الدولية في باب المندب.
- وفي سياق مؤسسات الدولة، تعميق الحوار المسؤول في مجلس القيادة الرئاسي ومؤسساته مع الاخوة شماليي الشرعية لوضع تقييم واقعي للمستجدات الإقليمية وكيفية تعزيز التحالفات الداخلية كبديل منطقي لتغير الموقف الاقليمي من الدعم المباشر لخيار الحل العسكري لاسقاط الانقلاب الحوثي.
هذا التحالف الداخلي لن يستقيم الا على أربعة اعمدة اساسية دون غيرها:
ـ الوصول إلى توافق وقناعة مشتركة بين جنوبيي وشماليي مجلس القيادة الرئاسي بان جنوبا قويا متماسكا ومستقرا سياسيا وإداريا وعسكريا واقتصاديا بما يلبي تطلعات شعب الجنوب هو البوابة الاضمن لدعم اي جهد وطني حقيقي لاستعادة النظام الجمهوري من يد الحكم السلالي الحوثي لما يعرف ب"العربية اليمنية" سابقا وعلى ضوء هذا الإنجاز يمكن تحديد نوع العلاقة مستقبلا بين الجنوب والشمال بما يرتضيه الطرفان ويلبي تطلعات الشعبين.
ـ الوقوف مع النفس بصدق واقصد شماليي الشرعية في مسألة العمل الجاد لاستعادة النظام الجمهوري وتنظيم حوار مسؤول وشفاف يضع الاعتبار الوطني لعودة النظام الجمهوري فوق اي اعتبارات قبلية او حزبية كانت خلال الثماني السنوات الماضية احد اهم اسباب الخلاف البيني المبطن واختلاف اولويات كل طرف في هذه الحرب.
ـ الانفتاح الممنهج على قوة المستقبل الحقيقية واقصد النخب الشابة من شماليي الشرعية ذات المواقف القوية والناضجة المتحررة من حسابات الحرس القديم وسلوكياته (الاوليجارشية) وهم موجودون عند كل الاحزاب، المؤتمر والاصلاح وبقية الطيف السياسي ووضعهم في كابينة القيادة ببرنامج واضح لاستعادة النظام الجمهوري في صنعاء وفق معيار وطني بعيدا عن الاصطفافات الاخرى.
ـ اثبت الخيار العسكري بأنه اسهل ميادين المواجهة بالنسبة للحوثي ولا يمكن ان يبقى هذا المدخل هو الوحيد للوصول إلى تغيير سلطة الانقلاب في صنعاء.
وأعتقد أن العمل المتقن على خلق وتشجيع المقاومة المجتمعية ضد الممارسات التعسفية لسلطة الحوثي يتبعه عمل سياسي واعلامي داعم لهذه المقاومة بغرض انضاج ظرف سياسي كاف للتدخل العسكري المحدود في هذه المديرية او المحافظة وسحبها من تحت بساط سلطة الحوثي.
وهكذا بالتراكم يمكن انجاز الكثير صوب الوصول إلى صنعاء.
وفي كل المهام الثلاثة اعلاه يمكن ان يكون الجنوب القوي هو الحاضن والداعم والميسر بين مختلف اطراف شماليي الشرعية للتوافق في برنامج واضح لاستعادة النظام الجمهوري.
3) في منشور لاحق نتحدث عن المستوى الإداري والعسكري والخطوات الواجب إنجازها.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك