كأن رجل الدين المتطرف عبدالله العديني هو من يدير السلطات الأمنية في محافظة تعز.
قبل أعوام، قاد الرجل حملة تحريض ضد فيلم "عشرة أيام قبل الزفة" عندما أُعلن عرضه في أحد الأعياد بمدينة تعز، فوجهت السلطات ذاتها بإيقافه.
ولم تمض48 ساعة على قيادته حملة تحريض ممنهجة على الكافيهات في مدينة تعز، حتى نفذت السلطات الأمنية في المدينة حملة لإغلاق الكافيهات.
هنا هي تتشابه مع ميليشيات الحوثي، وتؤكد للجميع خطر وجود الجماعات الدينية بمختلف أنواعها.
على مدى اليومين الماضيين احتدم النقاش بين معارض ومؤيد للحملة التي يقودها "العديني"، على أن ذلك لم يكن مشكله بما أنه يظل محصورا في طور النقاش وكل يطرح رأيه، لكن تدخل السلطات لتنفيذ رغبات العديني تحت أي مبرر هو تجاوز لا يجب السكوت عنه.
لم تناضل تعز ضد ميليشيات الحوثي لتحل بدلاً عنها سلطة متطرفة، كان وما زال نضالها ضد التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، ومع الدولة التي تسيرها قوانين لا آراء خطباء المساجد أو المتطرفين، الذين يحملون ذات عقلية ميليشيات الحوثي الإرهابية.
ذهبت الأسر للتنزه في حديقة، فقالوا "اختلاط" هي بالمناسبة الحديقة الوحيدة في مدينة تعز تقريباً، وكانت وجهة الأسر الوحيدة كمتنفس. الأمر ذاته شمل مجموعة كافيهات باسم "الإختلاط".
يقودون حملة عليها لتصويرها كما لو أنها "وكر دعارة" وعلى الكافيهات أيضا، ويشككون بأخلاق كل امرأة تذهب إليها بهذه الحملات.
أي وقاحة وأي عقول هذه التي يحملها هؤلاء؟!!
محافظ تعز مدعو للانتصار للأسر التي تذهب للتنزه، ومحاسبة من وجه ونفذ رغبات التطرف في المدينة، وعلى وزارة الأوقاف تقع مسؤولية الإشراف على المساجد وتوحيد الخطب، وصياغتها، أنا مع هذا الرأي، وهي ضرورية كما أراها، حتى لا تتيح فرصة للتطرف من التسرب عبر خطباء المساجد.
هذه البلاد قد عانت بما فيها الكفاية من الجماعات الدينية، ويكفي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك