في إحدى مقالاته التي نشرت عام 1993م، يميِّز المؤرخ والناقد (السوري الأصل) عزيز العَظَمة ببراعة بين ضربين من العلمانية:
1) "علمانية مُناضِلة" -ويطلق عليها أحياناً اسم "العلمانية الصريحة".
2) "علمانية ضمنية"، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة هي التي طبعت الحداثة والنهضة العربية بطابعها.
ثم يتابع قائلاً: إن "العلمانية الضمنية" هي الأوسع انتشاراً في العالم على وجه العموم، في الهند وفي جل أرجاء أوروبا وفي غيرهما، متمثلة في هامشية الخطاب الديني في الحياة العامة وانحصاره في الحياة الخاصة، وفي الهامشية الثقافية والقانونية لرجال الدين.
يجوز أن نسمي العلمانية الضمنية "علمانية موضوعية" على غرار عبارة "الماركسية الموضوعية"، وهي صيغة تشير إلى وضع تكون فيه العلمانية قائمة بالفعل لا بالاسم.
لاحقاً، عاد العظمة لمعالجة فرضياته بتوسع وشمول في كتاب مستقل بعنوان "العلمانية من منظور مختلف"، والذي يذهب فيه إلى أن "العلمانية ليست بالوصفة الجاهزة التي تُطبق أو تُرفض"، وإنما هي جملة من التحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والايديولوجية.
والعلمانية، كما يضيف، ليست بالشأن التام التحقق، بل إنها أشكال ومسارات تعتمد على الظروف التي نشأت عنها.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
