د. عيدروس نصر

د. عيدروس نصر

تابعنى على

أحمد القنع في ذمة الله

Sunday 19 March 2023 الساعة 07:37 pm

توفى اليوم الأحد 19 مارس 2023م في صنعاء الناشط في الحراك الجنوبي أحمد القنع الذي عينته حكومة الجماعة الحوثية وزيرا للدولة في تشكيلتها بعيد الانقلاب في 2014م.

أحمد القنع من أبناء محافظتي الجميلة والحبيبة إلى قلبي، محافظة أبين مديرية لودر، وقد برز اسمه في فترة ثورة الحراك السلمي الجنوبي منذ العام 2007م وكان في الغالب هو العريف الإعلامي للفعاليات المهرجانية السلمية.

 وأتذكر أننا أقمنا مهرجاناً احتجاجياً في عاصمة محافظة أبين زنجبار، كنت أنا وأحد الزملاء قادمين من صنعاء وآخرين من الحاضرين فيها وكان المرحوم القنع هو من قدم المهرجان والمتحدثين الرئيسيين أحسن تقديم.

 وقد أسهم الفقيد في إذكاء الروح الاحتجاجية المعارضة حيثما كان له حضوره من عدن إلى ردفان ومن لودر ومودية إلى عتق ورصد وكل ساحات الجنوب.  

تعرض الفقيد للاعتقال عدة مرات على أيدي أجهزة الأمن الرسمية لسلطة 7/يوليو.

ومما أتذكر أنني زرته وكان معه الفقيد الناشط الحراكي الرائع والشاعر المبدع الفقيد أحمد القمع، وسبحان الذي يجعل الصدفة تجمع بين صاحبي اسمين متشابهين يتشابهان في الموقف والهدف والمصير والقضية ولو لفترة من الزمن.

في سجن جعار بأبين قال لي الفقيد الشاعر القمع:

لا تواسونا ولا تشفقوا علينا، بل واسوا الشعب الجنوبي الذي يكتوي بنيران الاحتلال والقمع والتنكيل واشفقوا عليه واعملوا من أجل إنقاذه.

وقال لي زميله أحمد القنع: لن نتراجع عن قضية شعبنا حتى لو اعتُقِلنا كل عمرنا.

شارك الفقيد القنع في مؤتمر حوار (صنعاء 2012- 2013) ضمن وفد مؤتمر شعب الجنوب برئاسة المناضل محمد علي أحمد وأحمد بن فريد الصريمة، وسارت التطورات بعد ذلك كما يعرفها الجميع.

حتى اللحظة لم تصدر جماعة الحوثي أي بيان يكشف ملابسات وفاة الفقيد أحمد القنع -عليه رحمة الله.

 وشخصيا ما زلت أؤمن أن كل الوزراء والقادة الجنوبيين عند جماعة الحوثي هم أشبه بالرهائن فقط، تحتجزهم الجماعة لتبتزهم وتبتز بهم العالم، في محاولة برهنتها على أنها تمثل الجنوب مثلما تمثل الشمال، وتلك فرية يسهل تنفيذها من قبل أقل العارفين بخفايا هذه الجماعة العنصرية السلالية.

إنني اتهم الجماعة الحوثية بالوقوف وراء وفاة الأخ أحمد القنع حتى تبرهن براءتها من هذه التهمة، خصوصا وقد كشف نشطاء حوثيون أن هذه الجماعة هي من أمرت بتصفية أبرز قياداتها المدنية من عبد الكريم الخيواني وعبد الكريم جدبان إلى الأستاذين الجامعيين د. محمد عبد الملك المتوكل ود. أحمد شرف الدين بسبب مواقفهم الداعية إلى قيام دولة مدنية يحكمها النظام والقانون.

أسأل الله أن يرحم الفقيد أحمد القنع وأن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته.

أصدق التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأولاده وأهله وذويه وجميع محبيه في لودر وأبين وكل الجنوب.

"إنا لله وإنا إليه راجعون".

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك