أدونيس الدخيني
التسوية المرتقبة.. استعادة للدولة أم ترسيخ للانقلاب؟!
بددت الحكومة اليمنية فرصاً كثيرة خلال السنوات الماضية لحسم المعركة ضد مليشيا الحوثي.
لم تكن الأخيرة قوية في هذه المعركة، لكن الإرادة الحكومية غابت في لحظة ما، وذهبت نحو معارك أخرى ستكلف هذه البلاد ثمناً باهظاً.
كانت القوات الحكومية على أعتاب صنعاء والجوف بيدها وجزء من محافظة البيضاء، وبين عشية وضحاها سقطت الجبهات هناك واحدة تلو الأخرى وانضمت إليها أجزاء كبيرة من ريف محافظة مأرب، وكادت شبوة أن تلتحق قبل تدخل ألوية العمالقة الجنوبية وإعادت رسم المشهد العسكري.
وكل هذه المحافظات هي مهمة في معادلة الحرب والسلام وتحضر بقوة على طاولة المفاوضات.
بدلاً من مواصلة التقدم، حدث الانهيار الذي لم يتم الوقوف أمام أسبابه حتى اليوم.
تصادم المشاريع، وغياب الإرادة والمسؤولية أو انعدامها بالكامل، والفساد داخل الحكومة، كانت جميعها أسبابا شلت قدرة الحكومة مبكراً على المواجهة، وغير ذلك افتقار الكثير القيادات العسكرية والأمنية والسياسية للانتماء الوطني والكفاءة وحس المسؤولية.
مضاف إلى ذلك، ذهاب كل طرف ينشغل بذاته، معتقداً أن الوقت قد حان لجني المكاسب، أو تأسيس قواعده وتأمين مستقبله.
من أجل ذلك، استدعى الإقصاء والحرب وكل أداة يعتقد أنها ستؤدي إلى تحقيق مبتغاه أو أهدافه.
لا يؤمن العقل السياسي اليمني بالآخر، ولا يراه حتى شريكاً إنما عدوا يجب تحييده.
تجده يتحدث وبحماس عن الديمقراطية والشراكة عندما يفتقر لعوامل القوة، وينقلب عن كل ذلك بمجرد تمكنه من امتلاك هذه القوة.
وغير ذلك، هو سريع في البحث عن المكاسب لكنها مكاسب مرحلية كما أكدت المرحلة.
ففي أعقاب اندلاع المعركة شرع الإخوان في السيطرة على كل مفاصل المؤسسات العسكرية والأمنية، وأقصوا كل شخصية لا تخضع للحزب، في تعز على سبيل المثال لا الحصر.
وتلك واحدة من الإشكاليات التي عطلت التحرير، واستبدلت المعركة ضد ميليشيات الحوثي بمعارك تحرير المحرر.
في الأثناء، تقف الشرعية في موقع ضعيف بفعل الأخطاء التي ظلت تُمارس طوال السنوات الماضية.
وأكثر ما نخشاه، هو الحلول السياسية التي ترسخ وجود ميليشيات الحوثي، ولا تنتصر لا للدولة ولا تضمن حتى تحقيق أبسط شروطها.
يا لسوء حظنا..!!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك