عندما دخل التتار "بغداد" اقتحموا مقر جماعة "الإخوان المسلمين"، فاستنكر "العلقمي" النازح في عاصمة الرمال "قرة قرم" هذه الإهانة ممن يعتبرهم -من طرف واحد- حلفاءه، ونشر احتجاجه في صفحته الفيسبوكية.
كعادته حصل على الكثير من اللايكات والتعليقات، لكن ضحكة ساخرة على الخاص، استفزته فانتفض كملدوغ، ونادى بالحوذي ليوفر له، كما قال، أقرب مروحية تقله ليحتج في قصر "تيمورلنك". نفسه!
كان القصر قريباً، لكن حالة الطوارئ كانت على أشدها، ولما قيل له إن المروحيات كلها مشغولة، بنقل الكاش والكلاش إلى العلاقمة في اليمن، طلب سيارة ليموزين، على وجه السرعة، لكن حتى هذه كانت مشغولة بغيره، فنادى مدير مكتبه يطلب جواداً.. وفي ذروة البرود من حوله خرج هائما على قدميه بلا وجه، وبلا اتجاه!.
لم يكن العلقمي على علاقة جيدة بالخان الأكبر، ويدري أنه في حالة الذهاب إلى القصر لن يُسمح له بالدخول، ولأنه لا يعرف من المغول إلا أحد المماليك، ذهب إليه، وخاطبه كعادته بـ: مولاي. فنظر إليه هذا من علٍ كما ينظر لحشرة في قعر زجاجة، ولما كرر التحية انفجر المملوك بغضب، وأمر باحتلال داره أيضا حتى يفي العلاقمة بالتزاماتهم بالقضاء على مهيار الذي دوخ التتار، ولا أحد يعرف له طريقاً.
قال الراوى: وكان العلقمي من قبل. خليل مهيار، يقاسمه الثورة ويعده بمقاسمته الثروة. التي سيحصلان عليها بعد الاستيلاء على مغارة علي بابا وكنزه، ولما علم بقدوم التتار، وكونهم لا يريدون من بغداد إلا رأس علي بابا ورأس مهيار، وجماعتهما من البرامكة والصعاليك، أرسل لأحد الأتابك برقية عاجلة يعرض فيها خدماته، فقبل الأتابك الخدمة، ولم يعده بشيء آخر من سلطان الرمال.
كان أردوغان، حينها، يحلم بنوق النعمان، ويعد العلاقمة بلبن العصافير، ولما علم بنكبة زعيمهم علق على منشوره الفيسبوكي، يذكّره بثواب الصبر في الآخرة، ولأن "اليدومي" كان خبيرا بمثل هذه البضاعة، أيقن تماماً باليأس، وعلى حرارة إحباطه فكر جديا بالرحيل إلى مضارب أخواله في قطر، ولو على بردعة حمار.!
عندما تُدبر الدنيا، تخرج الصخور من الهواء.
وفيما الرجل يغذ السير شرقا تعثرت بحماره ناقة نجدية، لم يكتفِ الشيخ النجدي صاحبها من وقوع صاحبنا على الأرض، فأتبعه بالعجب العجاب من التقريع والسباب.!
انحنى مجددا للعاصفة، وفيما هو يعيد ترتيب عمامته، وينفض عن أثوابه الغبار، قالت له جارية عابرة من قومه:
مكانك كان بجانب الحوثيين، لأنكم من طينة واحدة، وكان مستقبلك معهم أضمن من مستقبلك مع السعودية والإمارات، فلماذا يا "أبا رغال" لبست غير ثوبك، وضيعت ما خلفك وما أمامك.؟!
قال الراوي: فلم يلبث "اليدومي" أن ركب حماره الجريح، وهو مطاطئ الراس، وغاب خلف أحد الكثبان، ومات بعدها بأيام من الهم والندم، فدفنوه ظاهر مكة، وما زال العرب يرجمون قبره حتى اليوم..!
قال شيخ الطريقة، قدس الله سره، هذه الحكاية فيها بعض علامات الساعة، ولولا أنني رأيت ماركس وقد انخرط في جوقة الزنداني، وعبد الناصر وقد صار غلاماً في قبيلة أنف الناقة، لما صدقت أننا في آخر أمة الزمان.!!