معضلة الجماعة الحوثية ليست في "الانقلاب". الشعب اليمني متعود على الانقلابات والاغتيالات والثورات.. وكان في كل مرة يتقبّل الحاكم الجديد، ويتعايش مع الإدارة الجديدة.
معضلة الجماعة الحوثية أن لديها إشكاليات ومشاكل مع كل شيء في اليمن والمنطقة والعالم:
مشاكل مع الداخل، ومشاكل مع الخارج.
مشاكل مع التاريخ، ومشاكل مع الجغرافيا.
مشاكل مع القبائل، ومشاكل مع المدن.
مشاكل مع الرجال، ومشاكل مع النساء.
مشاكل مع الأفراد، ومشاكل مع الفئات.
مشاكل مع الحريات الشخصية، ومشاكل مع الحريات العامة.
كجماعة شمولية. أثبتت هذه الجماعة. من أول يوم أن لديها: مشاكل مع الدولة ومشاكل مع الشعب. ومشاكل مع الدستور ومشاكل مع الأحزاب، ومشاكل مع الآراء، ومشاكل حتى مع الأذواق والتفضيلات..
وكجماعة أصولية. لها: مشاكل مع الأديان، ومشاكل مع الطوائف، ومشاكل مع العلوم، ومشاكل مع الفنون، ومشاكل مع الأغاني، ومشاكل مع القصائد، ومشاكل مع الكتب، ومشاكل مع الصحف، ومشاكل مع الأزياء، ومشاكل مع الألوان، ومشاكل مع التقاليد، ومشاكل مع الموضات. ومشاكل مع الانفتاح والتحديث والعصر والحياة.
وكجماعة عنصرية سلالية. لديها: مشاكل مع الأعراق والأنساب والحيوانات المنوية.
وكجماعة جهوية. لديها: مشاكل مع الجهات، ومشاكل مع المناطق..
وكجماعة كهنوتية، وصلت إلى السلطة في غفلة من الدهر. لديها: مشاكل مع السياسة، ومشاكل مع الاقتصاد، ومشاكل مع التعليم، ومشاكل مع الصحة، ومشاكل مع الاستقرار، ومشاكل مع التنمية. ومشاكل مع الموظفين، ومشاكل مع العاطلين.
وكجماعة عقائدية تتبنى نظرية ونظام الإمامة. سيكون لهذه الجماعة مشاكل حتى مع نفسها وأجنحتها، على غرار الأنظمة الإمامية البائدة التي أزهقت أرواحا كثير من اليمنيين في الصراعات العبثية بين دعاة وأدعياء الأئمة المتناحرين.
الانقلاب آخر مشكلة يمكن التحدث عنها في هذا السياق، فما قامت به هذه الجماعة ليس انقلابا، بل تسونامي عارم.
كان الأنسب بقيادات هذه الجماعة أن يتم إدخالها المصحات.. أو السجون.. لا القصر الجمهوري.!