م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

"الإصلاح" وتدجين حضرموت

Saturday 08 October 2022 الساعة 09:25 pm

كان الأجدر بصلاح باتيس القيادي في حزب الإصلاح إذا كان صادقا في دعوته لوضع سياسي مستقل لحضرموت أن يترك هذا الأمر لشخصيات وطنية حضرمية مستقلة لا تأتمر بسياسة أي حزب (إصلاح أو مؤتمر أو غيره) غير مؤمن بخصوصية أو استقلالية المجتمعات المحلية.

غير كذا فالأمر برمته هو مجرد تحريك ورقة سياسية لهذا الحزب في هذه الفترة الصراعية استغلالا لمزاج شعبي معين وليس مشروعا حضرميا وطنيا صادقا. 

 لدينا في الجنوب أكبر وأقسى درس في مصادرة الأحزاب العقائدية أو الأممية للاعتبارات الوطنية المستقلة، والوحدة الاندماجية في 1990 قام بها الحزب الاشتراكي اليمني مع دولة صنعاء.

حيث تم تهميش الاعتبار الوطني للجنوب في ترتيبات هذه الوحدة لمصلحة الحزب عندما تنازل الاشتراكي عن ثلثي حصة الجنوب من مقاعد السلطة التشريعية لدولة الوحدة لمصلحة محافظات في الشمال كان الاشتراكي يعتقد أنه الحزب الأول فيها (57 مقعدا للجنوب بدلا من 150 مقعدا كشريك متساو مع الشمال).

 النتيجة في أول انتخابات برلمانية 1993 كانت 57 مقعدا للجنوب فقط كأقلية في مجلس من 301 عضو وفي نفس الوقت كانت تلك هي المقاعد اليتيمة للاشتراكي.

خسر الجنوب وضع الشريك المناصف بسبب هذا التقسيم المجحف، وخسر الاشتراكي ثقله السياسي في دولة الوحدة بسبب هذه المقامرة السياسية.

ومنذ أبريل 1993 ونحن في الجنوب نحصد نتائج هذه المقامرة حتى اليوم.

 اليوم يريد حزب الإصلاح تكرار نفس اللعبة في وادي حضرموت وكأنه الممثل الوطني الوحيد لحضرموت الأرض والتاريخ والإنسان ولا أعتقد أن هذا التمثيل يعكس الواقع السياسي الآن لحضرموت.

لا التاريخ ولا الجغرافيا تؤيد أي طرح سياسي بأن صنعاء أقرب لحضرموت من عدن، بل العكس هو الصحيح.

 فالجنوب، كل الجنوب على استعداد لقبول دولة حضرموت الكبرى من حوف إلى ميون  وليس فقط حضرموت (الكثيري والقعيطي)،

لكن هل تقبل قبائل هضبة آزال بهذه الأفضلية لحضرموت في أي مشروع سياسي يشملها مع جماعة صلاح باتيس أم مطلوب منه تدجين حضرموت لأبو عوجا ولمصلحتهم؟

السؤال متروك للعقل الحضرمي الوطني الناضج. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك