نجيب غلاب

نجيب غلاب

تابعنى على

الحوثية والولاية في صراع دائم مع إرث اليمن الحضاري

Thursday 28 April 2022 الساعة 02:47 pm

عمليا، اليمن فيها أعراق كثيرة، ومندمجون في الهوية اليمانية مع حدوث انفجارات نتيجة بروز قوى خارج سياق واقع اليمن ومصالحه وحاجاته الفعلية ليكون دولة قوية ومجتمعا متصالحا مع نفسه ومع الآخر في المجتمعات الأخرى.

ومثلا:

يندمج كثير من الأمريكان في الثقافة البروتستانتية كثقافة للأغلبية وتجربة أمريكا الحضارية.

ورغم أن أمريكا بوتقة يوجد فيها كل حضارات أهل الأرض بما في ذلك حضارة اليمن عبر اليمنيين الذين فيها وكذلك بقية الأقليات، إلا أن الثقافة البروتستانتية -حسب هنتجتون- هي الغالبة بأبعادها وتطوراتها ذات البعد الثقافي الاقتصادي والبعد السياسي وغيره.

اليمن فريدة من نوعها، العمق الحضاري لها ينفي فكرة الولاية من جذورها.

 لذا عاشت في صراع مستدام مع اليمن وكانت تنغلق على ذاتها ونادرا ما حكمت اليمن.

وإذا حكمت لم تكن من خلال نظرية البطنين تهدد الذات اليمنية كثيرا (فحسب).

لذا كلما قام لها حكم انتهى ولا يطول عمره.

مخاطر الحوثية أنها قفزت بالولاية إلى حدودها القصوى وهذا يمثل مخاطرة كبيرة على الدولة والمجتمع وعلى الوجود اليمني على الأقل في ظل الحروب التي تفرزها.

وفي نهاية الأمر ستسقط، فلا التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل ينسجم مع ما تطرح حتى وهي تلبس قناع اليمن كهوية إيمانية وربط الهوية بالأنصار وفق مفهوم استتباعي خطر وكارثي ولا يمكنه ولن يستمر أو أن يتعايش معه اليمنيون، لأنه ينفي كل تراكم الحركة الوطنية ناهيك أنه يحاصر الجميع في حروب مستدامة وقاتلة.

وفي خضم التحولات المعاصرة يتم قراءة الهوية من خلال الدستور وتتجسد فيه، والدستور يعكس الهوية في مسار تحولاتها ويظل التاريخ جذورا لها معناها ووجودها في الوعي الغائر، وتحدث العصرنة ضمن سياق الوعي الفاعل ويحدث الاندماج لتبرز الهوية من خلال وعي جديد.

مشكلتنا اليوم باختصار شديد.. في اليمن أربعة أمور لا بد من تجاوزها للخروج من المعضلة:

- ولاية السيد العلم فهي نقيض دولة المواطنة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وتجاوزها أهم مرتكزات النضال الوطني وكل يمني مسؤول عن ذلك.

- الغرق في الماضي القديم كثيرا وجعله هوية ناجزة والارتكاز على وعي دويلات الطوائف في العصر الإسلامي الوسيط.

ونحتاج إعادة قراءة الهوية ضمن مشروع التحديث. أي عصرنة اليمن بالدولة الجامعة والتعايش والحرية والتنمية وبناء الهوية ضمن وثيقة دستورية متكاملة تركز على الثقافي بأبعاده المتعددة بما ينهي التطييف والصراعات الاثنية وتحويل الجذور التاريخية للحضارة اليمنية إلى مركز تأسيسي لتحاور كل ما يهدد دولة المواطنة.

- الانقسامات الأفقية والعمودية وهذه ولدت ذهنيات تعتاش على التناقض السلبي وصولا إلى الاحتراب.

وهذا يتطلب إعادة بناء التوافقات وتوزيع عادل للسلطة والثروة وتصفير الصراعات العنيفة وبناء نظام متعدد الأذرع ابتداء بالسياسي لتفكيك الصراعات، وهذا يتطلب المساواة والعدالة والحرية كقيم مركزية تؤسس لمشروع يعيد توزيع السلطة والثروة ثم التركيز على التكامل الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

- خلل كبير في فهم دور اليمن الخارجي بحيث يتم ضرب مصالحنا الوطنية باسم حمايتها زورا وبهتانا. 

وهذا يتطلب إعادة بناء نهج السياسة الخارجية اليمنية لتكون المصلحة ببعدها المادي والمعنوي هي الأصل والفصل وما دونها باطل مهما كانت الشعارات المرفوعة لتبرير التحالفات القذرة المعادية لمصالح اليمن كما تقرأها الجغرافيا السياسية لليمن ومصالح الشعب لا النخب المحاصرة بالصراعات الخارجية التي عادة ما تحاصرنا وتجعلنا نحارب أنفسنا ومن مصالحنا وهما نسق واحد.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك