قبل ثلاثة أيام، قال السيد عبد الملك الحوثي، إن اليمن خلال فترة قصيرة سوف تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول المنتجة للسلاح.
بعد هذه البشارة العصرية، أمسى يمنيون كثر يضخون سخرية ويكركرون.. بينما كلام السيد ليس محل سخرية، فهو يعني ما يقول، ويقول ما يعني! وقد ظهرت نجاعة (أفكره) أمام العقلاء الذين استمعوا إلى خطب ألقاها السيد قبل، وقال فيها إن اليمن ستصبح قبل أربع سنوات في مقدمة الدول التي تضمن الاكتفاء الذاتي من القمح والأرز واللوز والموز والكراث والجرجير والكزبرة والجوز.. وفي مقدمة الدول المصنعة للصواريخ.. ومقدمة الدول المنتجة لأحجار البناء.
لقد تحقق ذلك حقاً، وليس مهماً إن لم يشهد له المرجفون في المدينة، أو النسوان الجاحدات، الأدوات الناعمة للعدوان.. المهم هو أن السيد كلامه واضح، و(الخرط) لا يحتاج إلى برهان.
ثم.. دعونا من الماضي، وانظروا الآن، الآن، الآن، المراتب التي تحتلها اليمن.. أين جعلها السيد ورجاله؟
جعلوها في مقدمة الدول التي لا تدفع الأجور الشهرية المستحقة لموظفيها.
في مقدمة الدول الفقيرة.
في مقدمة الدول التي تنتهك فيها حقوق الإنسان بأوامر من السيد ورجاله.
في مقدمة الدول التي تصادر فيها الملكية الخاصة للمواطن، دون مبرر.
في مقدمة الدول التي يجند فيها الأطفال، ويقتلون.
في مقدمة الدول التي يدفع فيها مربو الدواجن ضريبة جمركية على كل بيضة من البيض التي تبيضها الدجاج البلديات.
بل إن السيد وعصابته أكسبوا اليمن فرادة، وتميزاً، وتمييزاً، وريادة.
من الذي جعل اليمن الدولة الوحيدة التي يسري فيها قانون الخُمس؟ الحوثيون.
هل على ظهر البسيطة اليوم مكان غير اليمن يمارس فيه التمييز، والفصل العنصري؟ لا.
بفضلهم هي الوحيدة التي تدفع ربع مرتب كل سنة.
هي الدولة الوحيدة التي قننت ثمن الثلث على الحمار، وربع العشر على الآتان.
الدولة الوحيدة التي نصف أرضها تملكه وتحكمه عصابة.
هي الدولة الوحيدة التي تسجن فيها أنثى زنت دون ذكر.
فمالكم يا جاحدين، يا ملحدين؟!! اجمعوا حسكم، صلوا على آل البيت.
