م. مسعود أحمد زين

م. مسعود أحمد زين

تابعنى على

الانتقالي وآمال وتطلعات الجنوبيين

Wednesday 23 February 2022 الساعة 05:02 pm

على قيادة المجلس الانتقالي إدراك أنها لن تأخذ من اتفاق الرياض أي مكاسب سياسية إضافية أكثر مما حصلت عليه عند توقيع الاتفاق وتشكيل الحكومة.

 الباقي هو صراع على سلطة دولة الوحدة بين الأطراف التي اختلفت عليها في صنعاء منذ عشر سنوات في 2011 والذي تطور الصراع السياسي إلى مواجهة مسلحة بينهم في نهاية 2014 وبداية 2015 وحتى اليوم.

 وبكل تأكيد ليس المجلس الانتقالي ولا بقية مكونات الحراك الجنوبي طرفا في صراع السلطة هذا.

قضية أطراف صنعاء المختلفة هي قضية سلطة، بينما قضية الجنوب، قضية وطن واستعادة دولة.

  والفرق كبير بين هدف الدولة وهدف سلطة في ظل دولة قائمة لم ولن تنصف الجنوب.

من المهم أن تتفرغ قيادة الانتقالي للأهداف الأهم في أجندتها الوطنية.

دائرة واحدة تكفي من دوائر الأمانة العامة للانتقالي لمتابعة ملف المفاوضات وأي مستجد في اتفاق الرياض وليس كل القيادة العليا للانتقالي على حساب متابعة البناء الوطني في الداخل وتقوية العلاقة مع المواطن وإصلاح الممارسات الخاطئة وتقويم الكفاءة في أداء مؤسسات الانتقالي والمنتسبين إليها.

 لا تخطئ عين أي مراقب صادق منذ عامين تقريبا بوجود نزيف مستمر في الثقل الشعبي للانتقالي في كل محافظات ومديريات الجنوب بسبب تكرار الممارسات الفردية الخاطئة لبعض منتسبيه دون أي إجراءات واضحة بحقهم من قياداتهم، وبسبب تواضع النتائج الاقتصادية والخدمة التي حققها الانتقالي للمواطن بعد الشراكة في حكومة المناصفة.

 زاد وانتشر الفساد، وتوسعت دائرة الأطراف السياسية المشاركة بعض قياداتها فيه ولم يسلم الانتقالي من ذلك بكل أسف.

وتكررت التصرفات المسيئة للانتقالي من قبل كثير ممن هم محسوبون عليه دون تصحيح، وتدهور الوضع الاقتصادي والخدمي للمواطن بشكل كارثي، وزاد السخط والغضب الشعبي على كل السلطة وعلى كل من علق الجميع عليهم رجاء الإنقاذ ولم يفعلوا شيئا ومنهم الانتقالي.

 أخطر خسارة لأي تنظيم تحرري وطني هو أن يفقد الثقة بينه وبين قطاع واسع من الجماهير، فحذارِ.. حذارِ من هذه الخسارة!

الخلاصة:

قضية الجنوب قضية وطن وليس قضية سلطة، فلا يضع الانتقالي كل بيضه في سلة الصراع على السلطة.

والغضب الشعبي قائم ويزداد بشكل مستمر على ما آلت إليه الأوضاع.

 وعلى قيادة الانتقالي العودة للجذور لتنظيم هذا الغضب الشعبي لمصلحة القضية الجنوبية وليس ضدها كمهمة وطنية، وأن تترك في سلة اتفاق الرياض قليلاً من البيض فقط.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك