سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

الحب في زمن الرصاص!!

Friday 18 February 2022 الساعة 03:16 pm

ما أبعد الوطن اليوم عن مسمى "الحب والتسامح" في حاضر غلبت عليه أحقاد الرصاص وضغائن القنابل وكراهية الأخوة الأعداء وطغت مساحات التشرذم على مسافات الوفاق واغتالتنا رصاصات المكر والمؤامرات.

ندعي الفرح وندعي بأن الحب ما زال له جمهور يصفق له بينما كل شيء صوري حد الأسى وشكلي حد الألم، ونقول بألسنتنا ما لا تكنه اعماقنا من أنين. 

نبحث عن بقايا أنسنة على زجاج وأبواب المحال التجارية وجدران الأسواق المصبوغة باللون الأحمر ونحاول أن نتبع ملامحنا اللاهثة علنا نجد طمأنينة حتى ولو زائفة على أرصفة الحب الضرير.  

بين الحب والرصاصة شتان في المدلول والمعنى.. لكنه الحب حين يأتي وقت تصبح الرصاصة فريضة، والقنبلة فريضة والاحزمة النازفة تصبح مهرجانا يحصد العابرين لمدائن القتل المزمن.

الحب في زمن الرصاص محض أحجية تبحث في ثنايا الوجع عن من يقُد إزار الاحجيات.

الحب في زمن الرصاص طلسمات كمن يبذر في عصف الريح بعضا من رماد الهواجس.

الحب في بلد السلاح، درب من خيال ورصيف من محال وملجأ من وهم يضم كل محبطي هذا الوطن الخرافة، من ما زالوا يحلمون برسم نجمة في وحل وطين.

الحب في وطن المتاريس العنيدة، محبرة تنزف وقلم يرجف واهتراء لكلمات ترثي انسنتنا البائدة وكرامتنا المنذورة لسجن السجان وسيف السلطان حيث الرصاصة تسبقنا إلى حيث الروح تشرع في تهيئة لحدها الأبدي.

الحب في زمن القذيفة، جاهلية تئد الوردة بعد أن تتفتح، وتهيل على رؤسنا التراب وما زلنا احياء في صمت مقبرة كبيرة تدعى وطنا.

الحب في زمن الرصاص مثوى، ولحد في حاضر ما عاد يؤمن بسوى تأطير العصبيات وبروزة العنف والبطش وتجميل التفرقة والتمزق والسعي فوق نعوش البؤساء.

ليت الذين يصفقون بيد وفي اليد الأخرى يحملون رؤوسنا على زند المقاصل وفوق زناد البواريد، عرفوا معنى أن نحب الوطن كنبض وريد.

ليتهم وقبل أن يشنقوا رائحة الزهر ويغتالوا نكهة البن الأصيل، تطهروا بالإخاء من قيح بغضهم والدسائس، ومن فحيح الأحقاد والمكائد ومن سموم الشرور التي يطرزون بها خصر اليمن.

ليتهم قبل أن يذبحوا انسانيتنا بنيران سموم الإرهاب والمذاهب يغسلون أدرانهم بسلسبيل الحب والتسامح علنا نخرج من نفق الظلمات ومن جب الغوايات التي ما زالت تمزق فينا شر ممزق.