مزاعم تأجير ميناء عدن.. صورة جديدة للتخادم الإخواني الحوثي

السياسية - Sunday 23 June 2024 الساعة 09:13 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

من جديد عاودت صور التخادم بين جماعتي الحوثي والإخوان في اليمن لاستهداف الدور الإماراتي، عبر مزاعم جديدة خلال الأيام الماضية بوجود صفقة لتأجير ميناء عدن لصالح شركة إماراتية.

وتداول ناشطون ووسائل إعلام إخوانية الأسبوع الماضي، وثيقة منسوبة لعضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي موجهة إلى رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، عن وجود لجنة وزارية للتفاوض مع مجموعة أبو ظبي ومؤسسة موانئ عدن للاستثمار المشترك، وأنها على وشك إنجاز الاتفاقية النهائية.

وعلى الرغم من عدم حديث هذه الوثيقة بشكل واضح عن اتفاقية لتشغيل ميناء عدن من قبل الشركة الإماراتية، وحديث قيادات بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي بأن الوثيقة مزورة، إلا أن جماعة الإخوان جعلت منها ذريعة لحملة جديدة من الهجوم ضد الدور الإماراتي في اليمن.

حيث شنت قيادات ونشطاء من جماعة الإخوان حملة واسعة للهجوم ضد الإمارات عبر وسائل الإعلام التابعة لها، وكذا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصدرت كيانات سياسية تابعة للجماعة بيانات تهاجم ما وصفته بصفقة "بيع ميناء عدن للإمارات".

وكما جرت العادة، لاقت الحملة الإخوانية تجاوباً سريعاً من قبل جماعة الحوثي الإرهابية، وانضمامها في الحملة الإخوانية ضد الدور الإماراتي في اليمن من خلال البيانات والمواقف، بل والإشادة بها من قبل قيادات بارزة بجماعة الحوثي. 

اللافت في المواقف المتجانسة لدى جماعتي الإخوان والحوثي حول مزاعم تأجير ميناء عدن لصالح شركة إماراتية، أنه وصل إلى حد استخدام عبارات مماثلة في البيانات الصادرة من قبل الطرفين حول ذات الموضوع.

وتجلى ذلك في الرسالة التي وجهها 24 عضواً في مجلس الشورى أغلبهم من قيادات الإخوان إلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وإلى رئيس وأعضاء الحكومة، يحذرون فيها من "تأجير ميناء عدن للإمارات"، محملين أياهم المسؤولية.

حيث زعم قيادات الإخوان في رسالتهم بأن "ميناء عدن كان وما زال محط أطماع الدول كبيرة وصغيرة وذلك لموقعه الهام والاستراتيجي"، وأن الميناء "كان إلى وقت قريب يعتبر ثاني أو ثالث أكبر ميناء عالمي".

ذات العبارة استخدمتها وزارة النقل التابعة لحكومة الحوثي غير المعترف بها، في بيان لها تحذر فيه الشرعية والتحالف "من تأجير ميناء عدن لموانئ أبوظبي"، معتبرة ذلك بأنه "عمل عدائي".

بيان الوزارة الحوثية الذي هاجم بشدة المجلس الانتقالي، أشار إلى "أن ميناء عدن الاستراتيجي محط أطماع كثير من الدول لما يتمتع به من مميزات طبيعية وموقع جغرافي ذات أهمية للملاحة البحرية الدولية وشركات خطوط الملاحة العالمية".

التطابق اللافت في الحديث عن "أطماع دولية حول ميناء عدن" بين جماعتي الحوثي والإخوان في سياق الهجوم ضد الدور الإماراتي في اليمن، عكست صورة جديدة من التخادم بين الطرفين المستمر طيلة سنوات الحرب والذي مثل واحداً من أهم الأسباب التي أصابت معركة اليمنيين ضد المشروع الإيراني في مقتل.