من 1982 وحتى 2024.. تاريخ الحوثي في نقض العهود والمواثيق

تقارير - Saturday 15 June 2024 الساعة 09:30 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

قال الصحفي اليمني، أشرف المنش، إن سجل ميليشيا الحوثي الإرهابية في نكث الاتفاقيات أثبت أنها لا تجنح للتفاوض إلا عندما تشعر بالضعف، وترضخ للاتفاقات والهدن لالتقاط أنفاسها وإعادة تموضعها العسكري قبل خوض جولة جديدة من الحرب المدمرة ضد الشعب اليمني.

المنش استعرض في ورقة عمل أعدها بهذا الخصوص "تاريخ الميليشيات مع الاتفاقات"، وقال: "يعود أول اتفاق للحوثيين إلى عام 1982 عندما كانت الجماعة لا زالت تتشكل في مهدها عبر مراجعها الدينيين في ما يسمى "علماء صعدة" الذي ضم بدر الدين الحوثي وقد أبرم مع جماعة السلفيين التي كانت هي الأخرى في طور التشكيل.

هذا الاتفاق الذي رعاه رئيس الوزراء اليمني آنذاك عبدالكريم الإرياني انقلب عليه الحوثيون لاحقا بعد تحولهم إلى مليشيات مسلحة وشنوا أوسع حرب ضد السفليين وصولا إلى تهجيرهم 2011.

ويُحسب للحكومة اليمنية (أبان صالح، هادي، العليمي) سعيها للتوصل إلى حل يمني أصيل عن طريق المفاوضات منذ بداية تمرد الحوثي، فقد عمدت، قبل وبعد وخلال كل جولة قتال، إلى إنشاء لجان وساطة، لكن في نهاية المطاف أخفقت كل الجهود إثر غياب إرادة جماعة الحوثي نحو وقف الحرب كونها مسلوبة القرار وتدار من قبل النظام الإيراني، وفق المنش.

وركز المنش في ورقته على التاريخ الطويل من نكث مليشيات الحوثي للاتفاقات والهدن منها كانت مع الحكومة اليمنية وأخرى مع القبائل وكذا اتفاقات رعتها دول خارجية والأمم المتحدة وتصل جميعها لأكثر من 108 اتفاقات وهدن.

وقسم المنش هذا التاريخ إلى ثلاثة أجزاء جاءت على النحو التالي:

المرحلة الأولى: الاتفاقات خلال الحروب الست ابتداء من تمرد المليشيات بقيادة حسين الحوثي 2004 وصولا إلى 2010 وسيطرتها على صعدة ومحاولة توسيع نفوذها. خلال هذه المدة نقض الحوثيون 20 اتفاقا وافشلوا  الوساطات المحلية والخارجية بما في ذلك اتفاق الدوحة الذي نص على إخراج عبدالملك الحوثي وعبدالله عيضة الرزامي خارج اليمن.

المرحلة الثانية: ابتلاع اليمن عبر الاتفاقات من 2011- 2014 وتمددهم إلى صنعاء والانقلاب على الشرعية.

خلال هذه المدة القصيرة 4 أعوام نقضت مليشيات الحوثي أكثر من 43 اتفاقا وقد استغلتها بشكل غير مسبوق للتوسيع والتمدد في صعدة والجوف وحجة وعمران، حيث يقع الحزام الأمني لمعقلها الأم ثم انتقلت إلى محافظة إب وكانت هذه الهجمات والتوسع يحدث بالتزامن مع مشاركة ممثلين عن الجماعة في جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

أما المرحلة الثالثة من هذا التاريخ كانت الاتفاقات من 2015 -2024، مشيراً إلى أن هذه المرحلة الممتدة لـ9 سنوات شهدت أكثر من 44 اتفاقا منه مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي وآخر مع القبائل وأطراف سياسية، كان أهمها محادثات جنيف، مشاورات الكويت، اتفاق السويد، الهدنة الإنسانية، خارطة الطريق.. ورغم ذلك هربت المليشيات الحوثية لشن حرب مفتوحة في البحر الأحمر بضرب سفن الشحن خدمة لإيران وهو ما قلب الموقف الدولي لا سيما الغربي ضدها رأسا على عقب.

وقال: "خلال هذه الفترة استثمر الحوثيون اتفاق الحديدة والملفات الإنسانية (ملف الطرقات، فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، اتفاق الأسرى، دفع المرتبات). وبشأن ميناء الحديدة، استغلت مليشيات الحوثي تعطيل الأمم المتحدة آلية التفتيش على السفن الداخلة عبر ميناء الحديدة في دخول أكثر من 500 سفينة بلا تفتيش منذ أكتوبر 2023 بينها عشرات السفن القادمة من ميناء بندر عباس الإيراني وتقل أسلحة ومعدات عسكرية".

وأضاف: "أما بشأن فتح الحوثي طريقا إلى تعز ما كان ليحدث لولا استشعار المليشيات أن هناك قرارا دوليا مرتقبا لاجتثاثها ظهرت ملامحه بعد قرارات الحكومة اليمنية في الجانب الاقتصادي وبالتالي مسارعة المليشيات لفتح الطريق تأتي لخدمة تموضعها العسكري وإبقاء حصارها الغاشم وهو ما لن يقبل به أبناء تعز وجيشهم ومقاومتهم طال الزمن أو قصر".