في ذكرى سقوط أبين بيد القاعدة.. مأساة إنسانية لا تزال محفورة بذاكرة أبنائها
الجنوب - Tuesday 28 May 2024 الساعة 09:05 pmفي 27 مايو من العام 2011م، سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، جنوب اليمن، بيد جماعة أنصار الشريعة -جناح محلي لتنظيم القاعدة في جزيرةالعرب- في واحدة من المآسي الإنسانية التي لم يتجاوز آثارها أبناء المحافظة حتى اللحظة.
سقوط زنجبار، سبقها إسقاط مدينة جعار، وهي كبرى مدن دلتا أبين، فمع إعلان "أنصار الشريعة" المدينة "ولاية وقار الإسلامية" حتى بدأت فصول المعاناة للأهالي الذين عانوا مرارة القتل والتشريد والنزوح بعد تدمير منازلهم وتضرر مصالحهم ومصادر رزقهم.
اضطر أهالي زنجبار وجعار، إلى الفرار والنزوح صوب محافظات مجاورة خاصة عدن ولحج، وغيرها. لأول مرة في تاريخ محافظة أبين خلت مدينة زنجبار وجعار من سكانها، وما زالت آثارها ماثلة حتى اليوم وشاهدة على حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بهذه المدينة المسالمة.
يقول حسين عوض لـ"نيوزيمن": "كان يوماً حزيناً على أبناء زنجبار وجعار بشكل خاص ومحافظة أبين بشكل عام، صحا الأهالي على أصوات الانفجارات وبكاء الأطفال والنساء، واختفاء وهروب كل القيادات الأمنية والمسؤولين الحكوميين بعد لحظات من دخول عناصر التنظيم للمدينة. ظلت المنطقة في أيدي عناصر التنظيم، وبدأت المئات من الأسر الفرار والخروج من زنجبار وجعار والمناطق المجاورة لهما تحت ضغط المواجهات التي اندلعت بين قوات الجيش والعناصر المسلحة".
فيما تقول أم محمد لـ"نيوزيمن": برغم مرور نحو 14 عاما من الزمن، إلا أن الدمار ما زال شاهدا على تلك الحقبة الدموية التي شهدتها أبين، لم تستكمل الحكومة صرف التعويضات للمواطنين المتضررين التي لا زالت منازلهم مدمرة، وهي خير شاهد على تلك الحرب التي طالت أبين، فلا بنية تحتية أعيدت لها ولا نال الأهالي تعويضاتهم المقرة من صندوق الأعمار.
ويقول منيف صالح في حديثه لـ"نيوزيمن": إن يوم سقوط زنجبار بيد القاعدة، كان يوما مأساويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تفاجأ المواطنون وأهالي المحافظة خاصة زنجبار وجعار بسقوطهما، فالمواطنون كانوا يهيمون ولا يدرون أين يذهبون في ظل المواجهات والانفجارات والقصف، لا يدرون إلى أين يتجهون مع بروز وجوه غريبة حلت في شوارعهم وأسواقهم ومساجدهم والمرافق الحكومية، حيث كانت المقرات الأمنية والعسكرية تتساقط بصورة مريبة.
ذكرى مأساوية ظلت محفورة في ذاكرة المحافظة التي لا يزال بعض أبنائها مشردين دون القدرة على العودة إلى منازلهم المدمرة. فهم يتمنون أن يعيشوا بسلام وأمن واستقرار في وقت توقفت برامج إعادة الإعمار جراء الحرب العبثية التي قادتها ميليشيا الحوثي الإيرانية.
فبرغم من مرور تلك الأعوام إلا أنها ما زالت عالقة في ضمير ووجدان كل أبناء دلتا محافظة أبين، فمع مرور كل ذكرى تبرز مناظر الدمار الشاهدة على حجم هذه الكارثة الإنسانية الماثلة حتى اليوم.