ذراع إيران تروج لقدرتها العسكرية لتغطية تحكُّم إيران وحزب الله بها
السياسية - Thursday 09 May 2024 الساعة 09:25 amاستباقاً لانكشاف تحكُّم إيران وحزب الله بها، لجأت المليشيا الحوثية إلى الترويج لقدراتها العسكرية وتهديد السعودية بمعاودة قصف منشآتها في أي لحظة.
ونشر الإعلام الحوثي الرسمي، الثلاثاء الماضي، تقريراً ترويجياً للقدرة العسكرية للجماعة التي زعم أنها بنتها خلال سنوات الحرب بقدراتها الذاتية، دون الإشارة إلى دعم إيران وحزب الله لها في التخطيط والتصنيع الحربي.
وجاء هذا الترويج البائس قبل يوم واحد من نشر تقرير يفيد بأن مليشيا حزب الله اللبناني أقدم على مصادرة الصلاحيات المالية والإدارية لمليشيا الحوثي، وهي صلاحيات يترتب عليها تمويل عمليات الهجوم التي تنفذها ذراع إيران في اليمن على الملاحة البحرية تحت غطاء مناصرة القضية الفلسطينية، وكذا اتخاذ قرارات التصعيد في المواجهة العسكرية بين إيران وأذرعها من جهة، وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل من جهة أخرى.
>> حزب الله يصادر صلاحيات الحوثيين المالية ويستولي على إيرادات صنعاء
التقرير الذي نشرته "بوابة العين الإخبارية"عن مصادر أمنية وعسكرية أفاد بأن حزب الله قام بتشكيل لجنة لإدارة الإيرادات المالية التي تمول العمليات العسكرية لمليشيا الحوثي. وفي إشارة واضحة إلى العلاقة غير المتكافئة بين مليشيا حزب الله ومليشيا الحوثي، أوضحت المصادر أن الأخيرة تلقت "توجيهات" من الأولى بتخصيص الجزء الأكبر من الجبايات التي تجنيها من المواطنين في المحافظات الشمالية، لتمويل عملياتها العسكرية وتصنيعها الحربي، وعدم انتظار أي دعم إيراني من حزب الله أو عبره لهذا الغرض.
>> الحوثي يسلّم بيانات اتصالات اليمنيين لإيران ويتمادى في نهب إيرادات القطاع
وتؤكد هذه المعلومات طبيعة النصب والاحتيال المتأصلة لدى مليشيا الحوثي، التي دأبت على فرض إتاوات وجبايات جائرة على المواطنين في مناطق سيطرتها تحت مسمى "المجهود الحربي" وغيره من المسميات المتعلقة بدعم التصنيع الحربي، وأنها كانت طيلة سنوات الحرب تستأثر بمبالغ تلك الجبايات لقياداتها، في حين تعتمد في تمويل عملياتها العسكرية وتصنيعها الحربي على الدعم المقدم من إيران وحزب الله. كما تلقي هذه المعلومات الضوء على الثراء الفاحش الذي حققته قيادات الجماعة ومشرفوها في ظروف حرب وفي الوقت الذي يتضور فيه المواطنون جوعا.
ومما يؤكد فساد القيادات الحوثية واحتيالهم على داعميهم الخارجيين، ما أشارت مصادر "العين الإخبارية" من أن "توجيهات" حزب الله لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، تضمنت التشديد "على إنهاء الامتيازات المالية الواسعة التي تحظى بها القيادات الحوثية ومنها العسكرية والأمنية وتجفيف الفساد وتحويل الأموال لصالح العمليات العسكرية والاستعداد لأي تطورات مقبلة".
وربط مراقبون بين المعلومات الواردة في تقرير "بوابة العين الإخبارية" وبين ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية مطلع الأسبوع الجاري، عن نهب قيادات المليشيا الحوثية عشرات الملايين من الدولارات سنويا من إيرادات المؤسسة العامة للاتصالات الخاضعة لسيطرتهم، تحت مبرر استيراد أجهزة ومعدات إيرانية للمؤسسة. حيث أكدت مصادر الصحيفة السعودية أن بعض تلك المبالغ تذهب لحسابات قيادات الصف الأول في الجماعة، بينما يذهب البعض الآخر إلى "جهة مجهولة" لا يتم الإعلان عنها حتى في نطاق مسؤولي الحكومة التابعة للمليشيا بمستوياتهم الإدارية المختلفة.
وبربط معلومات التقريرين فإن الثقة بين المليشيا الحوثية من جهة، وإيران وحزب والله اللبناني من جهة أخرى، مرت بمراحل من الانحسار حتى أظهرها إلى العلن تمادي قيادات المليشيا في ابتزاز داعميها الإقليميين. وهو الأمر الذي أدى بالمقابل إلى تمادي إيران في فرض خبراء إداريين وماليين من جانبها للتحكم في إيرادات الجبايات، وخاصة إيرادات مؤسسة الاتصالات والإنترنت كونها بالعملة الصعبة- الدولار. كما شمل التمادي الإيراني الطلب من المليشيا الحوثية استبدال الأجهزة والمعدات السابقة في مؤسسة الاتصالات بأخرى أرسلتها طهران إلى صنعاء لكي تتحكم مباشرة ببيانات المشتركين اليمنيين والتجسس عليهم عبر خبرائها وأجهزتها الخاصة.