التوترات وصلت لنقطة "الغليان".. سعي صيني لابتلاع تايوان
العالم - Sunday 28 April 2024 الساعة 04:57 pmيتصاعد التوتر بين الصين وتايوان بشكل كبير، ووصل إلى "نقطة الغليان"، وتشير الدلائل إلى أن بكين تجري استعداداتها للقيام بعمل عسكري لغزو الجزيرة التايوانية بالقوة في بضع سنوات
بحسب تقرير نشرته مجلة "بيزنس إنسايدر" أن الغزو الصيني لتايوان سيكون عملية معقدة وخطيرة بشكل لا يصدق، خصوصاً وأن الجهود الحالية تركزت على تعزيز القوات البحرية الصينية ومخزونات الطاقة والغذاء، والتدريبات العسكرية واسعة النطاق قبالة سواحلها.
المراقبون الصينيون من ذوي النفوذ دقوا ناقوس الخطر بشأن الاستعدادات التي تكاد تكون ضرورية للاستيلاء على الجزيرة.
تقرير المجلة أكد أن الصين دفعت بتحديث سريع لقواتها المسلحة على مدى العقدين الماضيين، هو ما أثار قلق المسؤولين العسكريين الأمريكيين، وفتح خيارات أمام الزعيم الصيني شي جين بينغ بشأن كيفية إعادة توحيد تايوان، التي تعتبرها بكين منشقة. فالبحرية الصينية، على سبيل المثال، تجاوزت حجم الأسطول الأمريكي، كما أن قدرتها على بناء السفن هي الأكبر على مستوى العالم.
لكن هناك تساؤلات حول نوعية السفن الحربية الصينية رغم أعدادها الهائلة، وما إذا كانت لديها القدرة على شن هجوم برمائي ضد أسلحة تايوان المتقدمة. وقدرت وزارة الدفاع التايوانية في عام 2021 أن الصين "تفتقر إلى مركبات الإنزال والخدمات اللوجستية اللازمة لشن عملية توغل في تايوان".
وكشف التقرير أن السفن والطائرات الصينية التي تحاول غزو الجزيرة أو حصارها لإجبارها على الاستسلام، ستكون معرضة بشدة لترسانة تايوان من الأسلحة المتقدمة، مثل: الطائرات المقاتلة من طراز F-16، وبطاريات صواريخ باتريوت، وصواريخ هاربون المضادة للسفن.
وقال لايل جولدستين، مدير المشاركة الآسيوية في أولويات الدفاع، عن القوات الصينية: "لا أعتقد أنهم يفتقرون إلى أي شيء يحتاجون إليه". "يمكنك دائمًا طرح السؤال التالي: "هل يمكن أن يكونوا أكثر استعدادًا؟" وأفترض أن هناك بعض المناطق المحددة، لكنني أصررت لفترة طويلة على أن لديهم ما يحتاجون إليه للقيام بالحملة".
ونقلت المجلة عن توماس شوجارت، قائد غواصة سابق بالبحرية الأمريكية، أن "القادة الصينيين بدؤوا بالفعل في تنظيم الشحن المدني في وحدات مساعدة تابعة للقوات الجوية الأمريكية"، مع تسليط الضوء على أمثلة على العبارات الكبيرة المتدحرجة المستخدمة في التدريبات الهجومية البرمائية، وهو ما أكدته وسائل الإعلام الصينية في وقت لاحق، وأضافت إن السفن المدنية كانت تحمل كلًّا من وحدات مشاة البحرية والقوات البرية.
في حين أن هذه العبّارات ليست بالضرورة مصممة لإنزال القوات الهجومية، كما أشار شوجارت، إلا أنها مصممة لنقل عدد كبير من الأشخاص، وتحميل القوات البرية بسرعة ودون سابق إنذار، وإنزال قواتهم، والعودة لنقل المزيد؛ يمتلك الجيش الأمريكي أيضًا سفن نقل سريع وسفن شحن لدعم العمليات.
وقال غولدستين: "تظهر الأدلة أن هذه الأساطيل كلها جاهزة للتعبئة، في أي لحظة". مردفًا بأن "الصين تمتلك أكبر الموانئ في العالم وهي مليئة بهذه السفن، لذا فإن تجميعها معًا في أساطيل للقيام بهذا الهجوم سيكون سريعًا جدًّا، في غضون أيام".
وعرجت المجلة على تحركات الرئيس الصيني، قائلة، "لقد مضى عام ونصف العام على فترة ولايته الثالثة كزعيم للصين، وتشير العديد من تحركاته الأخيرة إلى أن الصين تستعد للحرب. لقد نجح شي في تعزيز سيطرته على هونج كونج في عام 2020، وربما يضع نصب عينيه جائزة أكبر". في إشارة إلى تايوان. وأوضحت أن الصين استخدمت في مارس الماضي عبارة "إعادة التوحيد السلمي"، عند الإشارة إلى تايوان، وأعلنت عن زيادة بنسبة 7.2% في الإنفاق الدفاعي.
وحول الاستعداد للخطوة المرتقبة أوضحت المجلة أن الصين أمّنت مخزونًا من الغذاء والطاقة، مثل احتياطيات النفط، لسنوات عديدة. وتشير القوانين الجديدة المتعلقة بالتعبئة المدنية والاعتماد على الذات اقتصاديًّا إلى أن شي يعدّ شعبه والاقتصاد الصيني لاحتمال الحرب.
وتابعت، يجري الآن نشر القوات العسكرية على مقربة من تايوان أكثر من أي وقت مضى؛ ما يؤدي فعليًّا إلى اختصار زمن رد الفعل لدى تايوان. ويشير مخزون القوة الصاروخية الصينية أيضًا إلى أنها تمتلك ما يكفي من الصواريخ والقذائف لاستهداف تايوان.
ويقدر بعض الخبراء أن الصين ستميل إلى عنصر المفاجأة، وهو جانب أساس في عقيدتها العسكرية. وأحد المخاوف المشتركة هو أنه مع تزايد وتيرة وحجم التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان، أصبح الخط الفاصل بين التدريبات والهجوم المحتمل غير واضح.
وقال دين تشينغ، أحد كبار مستشاري برنامج الصين في المعهد الأمريكي للسلام، إن "الأخبار السيئة" في مثل هذا السيناريو هي "أنهم يخوضون الحرب بما لديهم في متناول اليد، لأنهم ربما لم يكن لديهم خيار آخر".