التشكيلي فضل الوحيدي.. "فنان تهامي" جسد جمال الحياة ومعاناة الحرب

المخا تهامة - Friday 23 February 2024 الساعة 08:38 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بأنامل تهامية سمراء، وبريشة امتزجت بألوان الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب اليمني جراء الحرب الدائرة منذ 9 سنوات؛ استطاع الفنان التشكيلي التهامي ابن مدينة حيس "فضل علي الوحيدي" أن يجسد كل ما يدور في محيطه من جمال الحياة ومعاناتها، في لوحات زيتية على القماش، متحدياً كل الظروف والمعوقات.

ريشة برزت من جديد بعد أن غيبتها الحرب، وصارت بإبداعها الفني تحاكي الواقع التي افرزته الحرب الغاشمة التي تقودها الميليشيات الحوثية والتي قضت على ملامح الحياة والجمال. من اللوحات الجميلة استطاع التشكيلي "الوحيدي" من داخل غرفة صغيرة اتخذها الفنان التهامي لنشر أعماله الفنية في المجمع الحكومي بحيس، استطاع أن يجسد أفراح الناس تارة وأحزانهم تارة أخرى، وعبّرت أعماله الفنية عن الكثير من المتاعب التي عاشها أبناء اليمن واختصرت مسافة طويلة من الحزن.

وأبرزت اللوحات الفنية والجمالية الكثير من المعاني والأهداف ومنها مناهضة الفكر الحوثي، إلى جانب القيادات الوطنية التي تقارع هذا الفكر أبرزها عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح. كما تضمنت اللوحات، صورة فنية للأمم المتحدة وتُظهر تغاضيها عن ما يحدث للشعب اليمني من جرائم شتى من قبل الحوثيين، بما في ذلك ضحايا الألغام التي أثرت على البشر والحيوانات، وزرعتها المليشيات الحوثية في كافة المناطق اليمنية لتبقى شاهدة على حجم الكوارث وجُرم الإرهاب الحوثي ضد الأبرياء. 

حب الريشة وشغف العمل المتواصل الذي كرسه فضل الوحيدي منذ طفولته، جعلت منه فناناً متميزاً على مستوى وطنه. فهو يعتبر من مؤسسي بيت الفن التشكيلي في تهامة وله مشاركات محلية وخارجية. وحصلت إحدى لوحاته المرتبة الأولى في وطنه في أول مسابقة للفن التشكيلي بدار الكتب، والمرتبة الرابعة في الخارج بموسكو. وتضمنت هذه اللوحة حادثة مجزرة صبرة وشاتيلا، جسد فيها حجم المجزرة الحقيقية التي ارتكبت ضد لاجئين فلسطينيين داخل المخيم في 16 سبتمبر 1982م. 

يقول الفنان التشكيلي فضل علي الوحيدي لـ"نيوزيمن"، إنه عشق الريشة منذ طفولته، لكن وظيفته في المجال الزراعي في تطوير تهامة، لم تطغَ على موهبته التي اكتسبها على الفطرة. وأضاف: "لقد أقمت العديد من المعارض الفنية في البلاد والخارج وكسبت شهرة كبيرة أنا وفنانون يمنيون كثُر من ضمنهم الفنان الكبير ابن الحالمة تعز "عبدالجبار نعمان" -رحمه الله".

وشكر الوحيدي، قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ الدكتور الحسن طاهر وقيادة المكتب السياسي في المقاومة الوطنية على وقوفهم بجانبه وتشجيعهم له حتى يستأنف عمله الفني من جديد، خلال هذه المرحلة التي تسببت بها أوضاع الحرب حتى لا يتقوقع عن الفن التشكيلي التي ابتعد عنها.

وأوضح قائلاً، إن هذا التشجيع جعلني أعيد مجدي في الفن التشكيلي، فريشتي لم تستقر نتيجة هذه الظروف، وأبت إلا أن تعبر عن الحروب والحال الذي وصلت إليه اليمن بما في ذلك القضية الفلسطينية، قضية الأمتين العربية والإسلامية. واختتم حديثه، الحمدلله، خلال مواصلتي للعمل الفني حققت شيئا وأنجزت العديد من اللوحات الفنية حتى أبرز من جديد. 


استمر الوحيدي في عمله التشكيلي خلال منصبه الذي حاز عليه كمدير لبيت الفن التشكيلي بمديرية زبيد التاريخية عام 2010م، استطاع لمدة 4 سنوات قُبيل اندلاع الحرب وتوسعها في البلاد، أن يبرز نفسه كفنان له إسهاماته على المستوى المحلي من خلال مسيرته الفنية والعملية.

وتخرج على يديه مئات من هواة الرسم من خلال الدورات التي كان يقيمها، ومع بداية الحرب توقف الفنان عن فنه، نتيجة للمضايقات لمدة 5 سنوات حتى تم تحرير مدينته حيس. لكن ضميره لم يمنعه من عمله الفني حتى برز من جديد بلوحاته المعبرة عن الواقع، ليجسد بريشته جزءاً مما تعرضت له مدينتهُ حيس واليمن عامة من جرائم وانتهاكات حوثية ارتكبت بحق المدينة وأبنائها نتيجة القصف والألغام.

ويشغل الفنان التشكيلي "فضل علي حسن الوحيدي" حالياً منصب مدير بيت الفن التشكيلي في تهامة.